البريد الإعلاني (Spam) أساليبه وطرق الوقاية منه.

                                                                                              


معظمنا يتلقى بريد إعلاني بشكل يومي، تختلف كميته من شخص إلى آخر، ولكن لا يكاد يخلو منه أي صندوق بريدي، فعلى سبيل المثال تلقيت في أحد الأيام الرسالة التالية:

الموضوع: البناء الطيني.

أفترض أننا سنخبرك بأنك ستفقد مايعادل 82% من وزنك الزائد خلال الأشهر القليلة القادمة، وستحافظ على رشاقتك دائماً، فهل هذا سيسعدك؟ نحن فعلياً نرغب في ذلك، يرجى زيارة موقعنا على الانترنت- اضغط هنا!.!

بالطبع تعد هذه الرسالة بريداً إعلانياً، ومع أن مضاد البريد الإعلاني قد يكشف مثل هذه الرسائل إلا أنك قد تفتحها لغموض عنوانها؛ لأن مثل هذا العنوان قد لا يفيدك في تصنيف هذه الرسالة.

لقد أصبح البريد الإعلاني في الآونة الأخيرة مصدر إزعاج كبير لمستخدمي البريد الإلكتروني، إذ قد يتلقى المستخدم العشرات بل وحتى المئات يومياً من هذا البريد في مقابل عدد بسيط من الرسائل الفعلية أو الحقيقية الموجهة له، وعلى الرغم من توافر أنظمة الحماية ومضادات البريد الإعلاني إلا أن كمية غير قليلة قد تتخطى كل الفحوصات وكل محاولات الفرز التي تجري لكشف النقاب عن البريد الإعلاني لتصل إلى صندوقك البريدي، ناهيك بأن هناك عدداً آخر من الرسائل المهمة والحقيقة التي يحكم عليها نظام مضاد البريد الإعلاني بشكل خاطئ بأنها من البريد الإعلاني المزعج وهي ليست كذلك، وما ذلك إلا مؤشر على احتدام الصراع بين البريد الإعلاني ومضاداته.

 

س/ كيف علموا بعنواني البريدي؟
س/ من أين تأتي هذه الرسائل الإعلانية؟
س/ لماذا هناك الكثير من هذه الرسائل؟
س/ هل من طريقة لإيقافها؟

سنتناول في هذه المقالة بإذن الله جميع هذه التساؤلات وذلك خلال جولتنا السريعة في التعرف على ماهية البريد الإعلاني، وأبرز التقنيات المستخدمة فيه.

 


لمعرفة كيفية إيقاف البريد الإعلاني لابد أن نتعرف أولاًً على طريقة عمله وعلى بعض الأساليب التي يتبعها مرسلو هذا البريد في جمع عناوين المستخدمين البريدية، والتي تتضمن:

 

1- الهجمات القاموسية (Dictionary attacks):

يعمد بعض مرسلو البريد الإعلاني إلى كلمات وأسماء شائعة الاستخدام موجودة في قواميس اللغة فيجمعوها ويربطوها ببعض لتكوين عناوين بريدية عشوائية، مثل mohammed123@example.com , postman@example.com , smartboy@example.com. وتستخدم هذه الطريقة عادة مع الشركات الكبيرة المزودة لخدمة البريد كياهو و هوتميل.

 

2- البريد المخادع (Email spoofing):

وهذه الطريقة يلجأ إليها الكثير من مرسلي البريد الإعلاني، وهي أن يتم تغيير خصائص مقدمة الرسالة بحيث تظهر وكأنها مرسلة من شخص ما أو من مكان ما مختلف عن مرسلها أو عن مكانها الحقيقي، ومن السهل جداً تنفيذ ذلك بحيث تظهر الرسالة وكأنها مرسلة منك شخصياً أو من جهة موثوقة لديك كإدارة الجامعة Admin@kau.edu.sa، أو كمدير البريد الإلكتروني Mailadmin@kau.edu.sa ، أو كمسئول خدمة العملاء في البنك الذي تودع فيه حسابك info@samba.com، وبالتالي تعد هذه الطريقة من أشهر الأساليب التي يسلكها بعض المحتالين للحصول على تفاصيل بريدك الإلكتروني،أو رقم هويتك الشخصية ورقمك الجامعي، أو حتى للحصول على بعض المعلومات الهامة عن حسابك المصرفي، وعليه فإننا ننبه جميع المستخدمين من خطورة الاستجابة لمثل هذه الرسائل المخادعة، وننصحك في حال تلقيك لمثل هذه الرسائل بأن تقوم بإضافة عنوان مرسلها إلى قائمة عناوين المرسلين المحجوبة.

 

3- هندسة العلاقات الاجتماعية (Social engineering):

قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء بالرغم من كون الطريقة أو الحيلة في منتهى البساطة!! كيف ذلك؟

الفكرة في هذه الطريقة هي إرسال رسالة إليك بعنوان مغرر وكأنها من شخص تعرفه، وحينها سيدفعك الفضول إلى فتح هذه الرسالة بل وربما الاستجابة لما فيها، وكمثال على هذه الطريقة أن تأتيك رسالة بأحد العناوين التالية:

  • "مرحباً كيف حالك؟ " "HI how are you"

  • "عاجل وسري" " Urgent and Confidential"

  • "أريد مقابلتك" "I need to meet you"

  • "لدي مال لك" "I have a money for you"

وقد يكون محتوى الرسالة في غاية البساطة بحيث يطلب منك المرسل أن تضغط على رابط معين لمشاهدة فيديو أو ملف ما:
"Click Here to view the attached video"
أو يطلب منك إعادة إرسال الرسالة إليه؛ فإن استجبت لطلبه كان هذا سبباً في إصابة جهازك ببرنامج تجسس أو على أقل تقدير كان ذلك سبباً في تحققه من عنوانك البريدي وبهذا ستكون قد تسببت بنشر بريدك الإلكتروني بشكل صريح إلى مرسلي البريد الإعلاني!!.

 

4- استخراج عناوين البريد من غرف الدردشة وساحات الحوار:

إذا قمت بإرسال أو كتابة عنوانك البريدي في أحد ساحات الحوار أو غرف الدردشة فإن هذا سيجعل من عنوانك هدفاً سهلاً للباحثين عن العناوين البريدية لاستخدامها في البريد الإعلاني؛ ولذلك لا بد أن تتعامل مع بريدك الإلكتروني كما تتعامل مع رقم هاتفك الشخصي الذي لا تعطيه إلا لمن تريد وتثق به.

علماً بأن عملية البحث عن العناوين البريدية في مثل هذه المواقع العامة تجري بصورة آلية وتلقائية وبشكل مستمر من جانب برامج تحاكي عمل ما يسمى بالإنسان الآلي "robots" أو اليرقات التطفلية "bots".

 

5- ملقمات الانترنت المفتوحة (Open proxy server):

يستخدم مرسلو البريد الإعلاني الملقمات المفتوحة أثناء إرسال رسائلهم كنوع من التضليل بحيث لا يتم معرفة حقيقة منشأ رسائلهم الإعلانية وبالتالي يصبح عنوانهم متغيراً في كل مرة يرسلون فيها رسائلهم الإعلانية وهذا مما يصعِّب المهمة على مضادات البريد الإعلاني.

 

6- منارات الإنترنت (Web Beacons):

يشتري مرسلوا البريد الإعلاني مئات الآلاف من العناوين البريدية من بعض الشركات بعض هذه العناوين حقيقي وبعضها ليس كذلك، كما يستخدمون أحياناً بعض العناوين العشوائية في مراسلاتهم، ومن ضمن طرق التحقق من هذه العناوين هو وجود استجابة من ناحية متلقي هذا البريد، فإذا جاءتك رسالة من هذا القبيل بها رابط إلى موقع معين أو صورة غير مرئية وحاولت الوصول إلى هذا الرابط لرؤية الموقع او لفتح تلك الصورة فإنك بهذا تحول عنوانك البريدي إلى منارة تهدي مرسلي البريد الإعلاني إليها. ولهذا تجنب فتح الرسائل الإعلانية تماماً.

إضافة إلى ذلك بإمكانك إعداد حسابك البريد بحيث تمنع فتح الصور تلقائياً عند فتح الرسالة، وذلك عن طريق خاصية "السؤال قبل عرض المحتوى الخارجي" أو "Ask before displaying external content" الموجودة ضمن إعدادات صفحة بريدك الإلكتروني، حيث يمكنك اختيار هذا الخيار من القسم المعنون له بـ: "محتوى خارجي" أو "External content".

7- إدخال حروف وعبارات عشوائية ضمن الرسالة:

لمحاولة إختراق مضادات البريد الإعلاني والوصول إلى بريدك الشخصي يقوم مرسلو البريد الإعلاني بتحوير بعض العبارات أو إدخال رموز وحروف زائدة في بعض الكلمات، مثل كتابةI_A_G_R_A \ / بدلاً من كتابة VIAGRA، وللأسف فإن بعضهم ينجح في ذلك إن كانت طريقته مبتكرة، ولذلك يمكنك المساهمة في محاربة مثل هذا النوع من الرسائل عن طريق الضغط على زر "الإبلاغ عن الرسائل غير المرغوب فيها" أو "Report Spam".

 

8- الرسائل المتسلسلة:

وهذه طريقة أخرى يستخدمها مرسلو البريد الإعلاني وهي أن يقوموا بإرسال دعاية لأحد منتجاتهم ثم يبلغوك بأنك ستحصل على مبلغ معين من المال يتناسب مع عدد الأشخاص اللذين ستعيد إرسال هذه الرسالة إليهم ، وهذه خدعة أخرى لنشر رسائلهم الإعلانية إلى عناوين أصدقائك ولكنك في هذه المرة أنت من يساعد على ذلك أملاً في الحصول على بعض المال-والذي لن تحصل عليه أبداً-.

 

9- شركات البريد الإعلاني:

وهذه أسرع وأسهل الطرق للحصول على مئات الآلاف من العناوين البريدية مقابل مبلغ زهيد من المال تأخذه شركات متخصصة في هذا المجال، مقابل أن يقوموا بإرسال رسالتك الإعلانية إلى عدد كبير من المستخدمين تم الحصول على عناوينهم البريدية بأحد الطرق والأساليب الثمانية التي تناولناها ءانفاً، وتستخدم هذه الشركات تقنيات متخصصة في هذا المجال بحيث يمكنهم إرسال ملايين الرسائل البريدية في اليوم الواحد، وغالباً ما تتخذ هذه الشركات من الدول الأجنبية –غير الولايات المتحدة- مقراً لها وذلك لتفادي قوانين وقضايا منع البريد الإعلاني المعمول بها في الولايات المتحدة الأمريكية.

وإذا أردت معرفة بعض هذه الشركات فما عليك إلا البحث في أحد محركات البحث مثل محرك بحث Google عن شركات البريد الإعلاني (Spamming Companies) لتحصل على شركة منهم قد تتيح لك إرسال رسالتك إلى 500,000 عنوان بريدي مقابل 99$ دولار أمريكي، وتقول: "تخيل أن منتجك سيصل إلى 500 ألف شخص في أن واحداً و انه سوف يقوم على الأقل واحد في الالف بشراء منتجك، بهذا ستحصل على 500 زبون دفعة واحدة!!"

ولمعرفة المزيد من هذه الشركات ما عليك سوى إدخال العبارة "بريد إعلاني" أو "Bulk e-mail" في محرك البحث جوجل لتحصل على نتيجة عديدة.

وستدَّعي كل هذه الشركات بأنها تراسل أشخاصاً لايمانعون في تلقي البريد الإعلاني، ويقصدون في هذا ما يسمى بالإرسال الاختياري حيث يضعون في صفحات التسجيل في مواقع الانترنت الخاصة بهم العبارة التالية:

  • أرغب في تلقي رسائل إعلانية أو إخبارية عن منتجات الشركة على بريدي الإلكتروني.

هذه العبارة قد تصادفك أحياناً عند التسجيل في احد المنتديات أو القوائم البريدية، أو عند التسجيل في احد المواقع لتنزيل برنامج معين أو للإطلاع على منتح معين، وفي هذه الحالة عليك التأكيد بعدم رغبتك في هذا الأمر وذلك بإزالة علامة الانتقاء الموجودة إلى جانب هذه العبارة؛ لتجنب تلقي المزيد من الرسائل الإعلانية.


بعد التعرف على أشهر الأساليب التي يستخدمها مرسلو البريد الإعلاني، نأتي الآن إلى أهم الطرق والنصائح التي ستحمي بريدك الإلكتروني من هجمات الرسائل الإعلانية – بإذن الله-، فبالإضافة إلى الإبلاغ عن البريد المزعج بصفحة بريد الجامعة، عليك أن تراعي الاتي:

  • أن تتعامل مع عنوانك البريدي كما تتعامل مع رقم هاتفك الشخصي، فلا تعطيه لأي أحد.

  • استخدم بريد إلكتروني يحوي أدوات محاربة البريد الإعلاني، مثل بريد الجامعة الإلكتروني.

  • لاتقم أبداً بإرسال كلمات مرورك، أو أرقام حساباتك المصرفية، أو أية معلومات شخصية أخرى لأي أحد، وتذكر أن الجهات الموثوقة لديك كبريد الجامعة لن يطلب منك إرسال هذه المعلومات السرية.

  • لا تكتب عنوانك البريدي في ساحات النقاش والمنتديات والمواقع العامة الأخرى على الانترنت.

  • تجنب فتح رسالة بريد إعلاني تماماً، أما إذا شعرت بضرورة فتح تلك الرسالة فتأكد أولاً أنك قد حجبت فتح الصور من خلال إعدادات البريد الإكتروني، لأن فتح الرسالة التي بها صور سيشعر المرسل بعنوان بريدك الإلكتروني.

  • لا تقم أبداً بالضغط على أية صورة أو رابط موجود بالرسالة الإعلانية، حتى وإن كان الرابط مخصص لإزالة عنوان بريدك من قائمة المستلمين، لأنه غالباً ما تكون هذه مجرد خدعة أخرى يلجأ إليها مرسلو البريد الإعلاني للتحقق من وجود بريدك الإلكتروني.

  • لا تستجب لأية بريد إعلاني بأي شكل من الأشكال، والجدير ذكره بأن بعض الرسائل مكتوب بها (لإزالة عنوانك البريدي من القائمة، أعد إرسال هذه الرسائل إلينا واكتب في خانة الموضوع “Remove me” أو "يرجى مسح اسمي من قائمتكم") وما هذه إلا حيلة أخرى من حيلهم غالباً، إلا إن كانت هذه الرسالة من جهة معروفة تثق بها، أو سبق وأن اشتركت بأحد قوائمها البريدية.

  • لا تقم بإعادة إرسال البريد الإعلاني إلى غيرك حتى وإن طلب منك ذلك بأسلوب لطيف أو غيره.


كما هو الحال في اغلب أنظمة البريد الإلكتروني الجيدة، فإن عمادة تقنية المعلومات بالجامعة كان على وعي بمشكلة البريد الإعلاني وبمخاطره مسبقاً، ولذلك حرصت العمادة على إيجاد أفضل الوسائل المتاحة لمحاربتها، حتى تم تشغيل النسخة الجديدة والقوية من خدمة مضاد البريد الإعلاني، والتي تتميز بعدة مميزات:

  • مضاد البريد الإعلاني الحالي على علم بكافة أساليب وتقنيات مرسلي البريد الإعلاني الموجودة حتى الآن.

  • إمكانية تفحص كافة أجزاء الرسالة بحثاً عن بعض العبارات والطرق المستخدمة في البريد الإعلاني.

  • إمكانية تعلم بعض التعبيرات الجديدة في البريد الإعلاني، بحيث يقوم مدير النظام بإدخال بعض التعابير والمصطلحات الجديدة ضمن قائمة التعابير المستخدمة في فرز البريد الإعلاني.

  • يتم تحديث فلاتر وقواعد فرز البريد الإعلاني تلقائياً عبر الانترنت من خلال مواقع متخصصة في هذا المجال.

  • بإمكان مستخدمي البريد الإلكتروني ضبط إعدادات خدمة مضاد البريد الإعلاني الشخصية كما يروق لهم من خلال مركز الرسائل بحيث يمكنهم ضبط الآتي:

      • مستوى التدقيق والفرز.

      • كيفية التعامل مع البريد الإعلاني، وتحديد مكان حفظه.

      • إعداد قوائم عناوين المستخدمين الموثوق بهم وغير الموثوق بهم، بالإضافة إلى قائمة بعناوين مستلمي الرسائل المسموح بها.

      • ولمزيد من المعلومات عن خدمة مضاد البريد الإعلاني في بريد جامعة الملك عبدالعزيز، يرجى الاطلاع على الأسئلة المتكررة من خلال الرابط الموجود على يمين هذه  الصفحة.

آخر تحديث
10/2/2012 9:53:06 PM