التكوين النفسي وقلق الاختبارات

مقال مجلة حي الشاطئ كلية التربية (العدد الثامن 1929)
 

يمثل الاختبار نقطة مواجهة رئيسية في حياة كل فرد منا, حيث يتوقف إدراك الإنسان لعناصر ونقاط الاحتكاك القوية المتعلقة بوجوده, وكينونته تبعاً لتكوينه النفسي وقدراته على تحمل المواقف الصعبة, فإذا كان البناء النفسي لهذا الشخص بناءاً متماسكاً وسليماً فإنه يحتوي تلك المواقف التي تواجهه أو يمر بها, أو يعايشها وذلك لأن طاقاته النفسية لا تتأثر بنفس القدر الذي يتأثر به آخر يعاني أنواعاً من الاضطرابات النفسية مثل الوساوس القهرية والقلق وضعف الشخصية, والتردد, والصراع النفسي.


    وأثبتت الدراسات النفسية أن الخائف من الاختبار يشعر قبل الدخول إلى قاعة المختبرين بأعراض فجائية لم يكن يشعر بها من قبل, وشاهدنا في العيادات النفسية الكثير من تلك الحالات, ومنها الإصابة بالآلام المعدية والمعوية بشكل مفاجئ لدى البعض, والإصابة بأمراض أكثر تقدماً عند من تزيد لديهم المخاوف, فقد تصل بعض الحالات إلى العمى المؤقت الذي يزول بزوال المؤثر ( الاختبار ) والذي يعتبر حالة انفعالية مؤقتة سببها إدراك المواقف التقويمية على أنها مواقف تهديديه للشخصية مصحوبة بتوتر وتحفز انفعالي وانشغاله بالتفكير السلبي، بحيث تؤثر على التركيز المطلوب في أثناء الاختبارات مما يؤثر سلباً على المهام العقلية والمعرفية في مواقف الاختبار.

    ولذلك فإنني أحث أخواني الطلاب أن لا ينظروا إلى الاختبار كشبح يهابونه ويرتعدون حتى من مجرد ذكر أسمه, فالاختبار مثله مثل أي موقف من مواقف الحياة, يحتاج إلى المواجهة الجادة والصريحة والهدوء النفسي, والاستعداد له ببذل قصارى الجهد, وتنظيم ألوقت من حيث الاستذكار, وتحديد أوقات للراحة والاسترخاء, وإتباع الأسس النفسية التربوية السليمة في استرجاع واستذكار المقررات الدراسية, وتجنب السهر والمنبهات....., والتوجه بالدعاء الخالص إلى الله سبحانه وتعالى أن يكلل هذا الجهد بالتوفيق والنجاح الباهر.

 

وللمزيد من المعلومات والاستشارات حول هذا الموضوع يمكنك مراجعة وحدة الخدمات النفسية والإرشادية, أو الاتصال على تحويله رقم ( 3384).

    


آخر تحديث
11/5/2009 11:00:00 AM