التدخين وأضراره

بقلم د/ محمد سالم القرني

    مما لا شك فيه أن مشكلة انتشار التدخين والمخدرات وتعاطيهما خاصة بين الشباب بما فيهم تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، وظهور أنواع جديدة من المخدرات غير التقليدية المعروفة بالحشيش والأفيون والهيروين المروفين والكودايين وظهور المنشطات والكوكايين والفيتامينات والقات. أدى بشكلٍ كبير إلى ارتفاع مُعدلات الإدمان بين العديد من الفئات العمرية في مجتمعاتنا العربية مما كان له العديد من الآثار والانعكاسات السلبية على حياة شريحة هامة من شرائح أى مجتمع ألا وهى الشباب. وتُطالعنا الصحف اليومية بصفةٍ مُستمرةٍ ويومية بالعديد من الجرائم والاضطرابات المرتبطة بالتدخين بصفةٍ خاصةٍ والإدمان بصفةٍ عامةٍ لأنه بأبسط التعبيرات يُمكن القول بأن "التدخين هو بوابة الإدمان" فالإدمان للمخدرات والمُسكرات والمُغيبات يبدأ من التدخين. ونظراً لما للتدخين من آثار ضارة على حياة الفرد المُدخن ومن حوله فإنه يجدر بنا أن نُلقي الضوء على هذه الظاهرة الخطرة.
   والتدخين ظاهرة من الظواهر التي انتشرت في كثير من دول العالم, ولقد اتسعت دائرة هذه الظاهرة لتشمل ملايين الأفراد من مختلف المستويات الاجتماعية ومختلف الأعمار.

ومن الأسباب المؤدية للتدخين الاعتقاد الزائف بأنها تُساعد على الاسترخاء النفسي والعصبي والعضلي. وبأنه يُساهم في تحسين جودة الحياة وإحساس الفرد بالرجولة والثقة بالنفس والشعور بالعظمة وحب الظهور, وقد يكون التدخين ناتج عن الأقران والرفاق والصحبة السيئة وعدم الإشراف التربوي والأسري للمراهق. وقد يكون التدخين ناتج عن حب الاستطلاع والتقليد من المحيطين, وتوجد العديد من الأضرار الصحية والنفسية والأسرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية الناتجة عن التدخين ومن أهمها ما يلي:
-  النوبة والسكتة القلبية والدماغية.
-  النزلات الشعبية الحادة و المزمنة.
-  تعثر الدورة الدموية مما يؤدي إلى بتر الساقين.
-  سرطان الرئة والمعدة والقولون والجهاز الهضمي والعنق والقصبة الهوائية.
- الإجهاض عند النساء أو ولادة أطفال مُعاقين ومُشوهين عند النساء الحوامل.

- كما أن التدخين يترتب عنه العديد من الأضرار والمتاعب بالنسبة للأطفال الذين يستنشقون دخان السجائر ومنها: زيادة متاعب الصدر مثل الربو و التهاب الرئة و النزلات الشعبية، كما يزيد من وفيات الأطفال، وغيرها و يتعرض المدخنون الشرهون للغليون لخطر الوفاة في منتصف أعمارهم بنسبة الضعف عن غيرهم من غير المدخنين، و تتناسب مخاطر التدخين مع كمية ما يستهلكه المرء من الدخان ، فكلما دخنت أكثر كلما بات أسوأ ، إلا أن أي كمية منه مضرة و خطيرة في حد ذاتها ، و عليه فإن ما يسمونه بالقار المتوسط أو المنخفض هو الآخر له ضرره وأذاه، ذلك أنه لا يوجد هناك ما يمكن أن يسمى بالسيجارة الآمنة أو تلك التي يمكن أن نأمن شرها، على أن احتمال وقوع تلك المشاكل يمكن أن يقل بصورة درامية مؤثرة بمجرد التوقف عن التدخين.

- تمتد آثار التدخين النفسية والسلوكية لتؤثر على الصحة النفسية للمدخن لتشمل الصحة النفسية للمدخنين، حيث يعاني المدخنون من سوء التوافق، القلق، الشعور بالذنب، الصراعات العدوانية كذلك عدم الرضا عن الذات، ضعف التحكم الذاتي، التمرد، الضغط النفسي، ومن آثار التدخين على التعلم فالتدخين يصيب الطلاب بتعب، ويؤدي إلى صعوبة القدرة على التركيز، بطء الفهم، شرود الذهن، انحلال القوى العقلية للمخ بسبب عدم نقاء الدم الذي يؤثر على الخلايا المخ مما يتسبب في ضعف مستوى التحصيل الدراسي للطلاب المدخنين وقد يُساعد التدخين على شعور المدخن بالاسترخاء، وارتفاع مستوى الإثارة النفسية والثقة النفسية المؤقتة.

    وتمتد الآثار السلبية للتدخين لتشمل المُحيطين بالمدخن أيضاً فالتدخين السلبي والتواجد في أماكن ملوثة بدخان السجائر أكثر خطورة على غير المدخن وذلك لسبب بسيط وهو غير المدخن لم تحدث لديه مناعة أو بالأحرى تحمل للنيكوتين وبالتالي الآثار السلبية للنيكوتين تكون أكثر حدة عند غير المدخن، كما وأن غير المدخن يصاب بالتهيج في العينين والأنف بشكل أكبر من الشخص المدخن، وهذا يؤثر على قدرة الفرد على أداء الأعمال والمهام الدقيقة والتي تحتاج لتركيز، بل وتدل الأبحاث والدراسات على أن نسبة التغيب عن العمل لدى المدخن السلبي أكبر من نسبة الغياب لدى المدخن نفسه أي المدخن الإيجابي ..
 


آخر تحديث
4/12/2011 3:17:28 PM