اعترافا بفضل الله الرحيم ثم بفضل جهود المعلمات اللاتي كان لهن الفضل في تعليمي أقدم امتناني لهن وخاصة لمعلمتي الفاضلة لمادة اللغة العربية في مدرسة دارالحنان بجده فلك العوا. إخلاصها في العطاء والتمكن من المعرفة اللغوية والتميّز في الأداء كان طريقا إلى الوصول إلى عقولنا وأرواحنا كتلميذات اتخذته منبعاً للفكر اللغوي مدى حياتي. منهج المدرسة كان احتضاناً لفكرنا فتأثرت بحب البحث العلمي وعشت كل خطوة في كتاب معلمتنا الفاضلة أسماء الحمصي جعله الله في ميزان حسناتها وأسكنها فسيح جناته. كانت اللغة العربية والبحث العلمي إحدى الركائز القيمة التي انطلقت بها من أرض المدرسة إلى الحياة الجامعية. وهنا في رحاب قسم دراسات الطفولة كان انطلاقي لعالم جميل مليء بالحيوية بدا لي في الوهلة الأولى من التخصص أني أعرفه وأفهمه ولي قدرة على اللعب مع الأطفال والتعامل معهم. ولكن هذه النظرة تبدلت ووجدت نفسي أمام عالم على قدر جماله على قدر ملئه بالغموض والأسرار فسبحان الذي خلق الانسان بهذا الجمال في العقل والروح. فكلما تعمقت في فكر أطفال لم يتجاوزوا عمر السادسة كلما ازددت شوقاً إلى لقاء خالق هذا الجمال. 

أصبح هذا المجال هو تخصصي الذي استحوذ على اهتماماتي العلمية في مرحلة الماجستير والدكتوراة فابتدأت بدراسة مفاهيم الأطفال العلمية والفنية والرياضية من خلال تعاملهم مع برامج الكمبيوتر المتخصصة في مرحلة ماقبل المدرسة. انتقلت بعدها إلى تحديد تخصصي الدقيق في مجال المفاهيم العلمية والتي تحت ظلها درست كيفية تفكير الأطفال وفهمهم العقلي العلمي عن معنى الموت. فكان حصولي على الدكتوراة بفضل الله في العلاقة بين مفهوم الأطفال عن معنى الموت وبين معرفتهم العلمية والفلكية. 

عدت من دراستي في بريطانيا والتي كان لها أثر كبير وعميق في مسيرتي الأكاديمية فزادني ذلك خبرة وعلما بفضل الله وكرمه لأعود إلى محطتي العلمية الأولى قسم دراسات طفولة في كلية الإقتصاد منزلي (سابقا) / كلية علوم الانسان والتصاميم حاليا . عدت إلى محطة التقيت فيها أثناء تدريسي " قبل سنوات الغربة" بطالبات سعوديات وغير سعوديات على قدر كبير من الطموح والعطاء لأتعامل بعد العودة إلى أرض الوطن مع طالبات يحملن قدرا عاليا من الطموح ولكنهن يسرن في زمن صعب مليء بالعقبات فصوّرن بذلك أجل درجات الاحترام. 

فهنيئاً لنا هذه الأرض نسجد لله بأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان. 

تنصب اهتماماتي العلمية في مجال المفاهيم العقلية و العلمية للطفولة المبكرة مما دفعني للخوض في دراسة فلسفة الأطفال. وأقوم بتدريس عدة مواد حاليا لمرحلة البكالوريوس : التعليم والتعلم، و المفاهيم العلمية لطفل ما قبل المدرسىة، وتوجهات معاصرة، وحلقة بحث. أما مواد مرحلة الماجستير فهي مناهج بحث، المنظور الثقافي الاجتماعي، و وقراءات في الطفولة المبكرة ، وقراءات باللغة الانجليزية.

في الختام أود التنويه بترحيبي لكل من ترغب في مناقشة هذه المجالات والمشاركة برأيها. معلومات التواصل متاحة في الموقع.