نبذة عن الكلية

شهدت بلدنا الحبيبة في السنوات الأخيرة تقدمًا هائلاً في عدة مجالات بفضل تطبيق خطط التنمية المتعاقبة. ونال قطاع التعليم جل هذا الاهتمام. وقد أصدر جلالة الملك خالد بن عبد العزيز – يرحمه الله- قراره السامي بإنشاء كلية الهندسة والعلوم التطبيقية في السادس من ذي الحجة عام 1394 هجرية الموافق التاسع من يناير عام 1975 ميلادية، وبدأت الدراسة في العام نفسه. واستهلت الدراسة في ذلك الوقت في أقسام الهندسة المدنية والميكانيكية والصناعية والكهربائية والنووية والتعدين.

وبدأت الدراسة في عام 1401/1402هـ في قسم الهندسة الكيميائية الذي كان ملحقًا من قبل بقسم الهندسة الميكانيكية منذ افتتاح الدراسة بالكلية عام 1394هـ. في عام 1402هـ أعاد مجلس الجامعة تنظيم قسم الهندسة الميكانيكية ليصبح ثلاثة أقسام وهي أقسام هندسة الإنتاج وتصميم النظم الميكانيكية، والهندسة الحرارية وتقنية تحلية المياه، وهندسة الطيران. وفى نفس العام تم استحداث تخصص هندسة المرافق في قسم الهندسة المدنية وكذا تخصص الهندسة الطبية في قسم الهندسة الكهربائية ليضيف تخصصًا رابعًا إلى التخصصات الثلاث الأخرى وهي هندسة الحاسبات وهندسة الآلات والقوى الكهربائية وهندسة الإليكترونيات.

وفي عام 1407هـ تم تغيير اسم قسم الهندسة الكهربائية ليصبح "قسم الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات" تبع ذلك في عام 1410هـ تغيير مسمى قسم الهندسة الكيميائية إلى قسم "الهندسة الكيميائية وهندسة المواد". وقد شكلت كلية الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز إضافة متميزة ونقلة تحديثية للتخصصات الهندسية بالمملكة. فهي الكلية الوحيدة في المملكة التي تضم بين جنباتها تخصصات في منتهى الأهمية مثل هندسة الطيران والهندسة النووية والهندسة الطبية.

وقد بدأت النشاطات الأكاديمية بالكلية في مطلع عام 1395هـ الموافق لعام 1975م حيث جاء التركيز في البداية على برنامج اللغة الإنجليزية إضافة إلى وضع المرحلة الأولى من خطة العمل للكلية. وشملت هذه المرحلة وضع المقررات الدراسية الأساسية المشتركة بين كافة التخصصات. يضاف إلى ذلك ما قام به المسؤولون بالكلية من زيارات ميدانية لجامعات عريقة ومراكز بحوث مرموقة في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية أملاً في الوقوف على النظم التعليمية والبحثية فيها، والاستفادة من الخبرات المتوفرة بتلك المؤسسات العلمية. وفي نفس الإطار فقد استعانت الكلية واستفادت من الخبرات المتوفرة لدى كليات الهندسة الشقيقة بجامعات المملكة العربية السعودية. هذا وقد تم بتوفيق الله استقطاب العديد من أعضاء هيئة التدريس ذوي التخصصات والكفاءات العلمية الممتازة للعمل بكلية الهندسة بالجامعة.

ثم انطلقت الكلية لتنفيذ خططها وبرامجها الدراسية للبرنامج العام بعد تصديق مجلس الجامعة الموقر على تلك الخطط والبرامج، ثم تم وضع التصور العام للمقررات الدراسية التخصصية بالأقسام العلمية المختلفة.

وفي عام 1415هـ (1995م) وامتثالاً لتوجهات السياسة التعليمية العامة بالمملكة، أولت الكلية اهتمامًا خاصًا لتطوير المناهج الدراسية للبرامج التعليمية بالكلية، وقد انبثقت الحاجة لهذا التطوير من التطورات العلمية والتقنية المتسارعة التي شهدها العالم آنذاك. كما انبثقت من الرغبة في تحقيق طموحات المواطنين ولتلبية حاجات السوق المحلي للكوادر المهنية على مستوى علمي رفيع في جميع التخصصات الهندسية التي تحتاجها البلاد. ومن أجل ذلك أخذت الكلية في مراجعة خطتها التعليمية لمرحلتي البكالوريوس والماجستير مسترشدة بتوجهات الخطط التنموية للمملكة. وقد بذلت الكلية خلال هذه الفترة جهودًا جادة ومضنية لتطوير مناهجها والتي أثمرت عن مصادقة مجلس الجامعة الموقر على مقترحات الكلية بشأن خطتها الدراسية المطورة في العام 1421/1422هـ الموافق للعام 2000/2001م. كما أصدر مجلس الجامعة موافقته الكريمة على استحداث برامج للماجستير بالمقررات الدراسية والمشروع البحثي في أقسام الهندسة المدنية وهندسة الطيران، وكذلك بدء برنامج الدكتوراه بقسم الهندسة المدنية على أن تتبعه برامج أخرى في الأقسام العلمية الأخرى بالكلية.

وفي خلال ذلك العام الجامعي 1421/1422هـ (2000/2001م) بدأت الكلية جهودها المكثفة استعدادًا للحصول على الاعتراف الأكاديمي لبرامجها الدراسية من مؤسسة التقويم الأمريكية للعلوم الهندسية والتقنية (ABET). وقد كللت تلك الجهود بالنجاح بحمد الله وتوفيقه ثم الجهود المضنية التي بذلها كافة منسوبي الكلية، وحصلت الكلية على المكافئ الأكاديمي (الاعتراف بمعادلة الدرجات العلمية التي تمنحها الكلية بنظيراتها في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية) من تلك الهيئة.

كما استحدثت الكلية في العام 1400هـ (1980م) برنامجًا للتعريب التقني يهدف لتأليف وترجمة المواد العلمية وإعداد معاجم المصطلحات الفنية. كان الهدف من استحداث هذا البرنامج رفع الكفاءة الاستيعابية لطلاب الكلية من خلال توفير مواد باللغة العربية إلى جانب المراجع المعتمدة باللغة الإنجليزية. لقد أثمر البرنامج عن إنتاج خمسة وعشرين كتابًا دراسيًا ومرجعًا في تخصصات علمية مختلفة، ومازالت الجهود مستمرة لإنتاج المزيد من هذه المواد العلمية التي تساعد في تطوير قدرات الطلاب الاستيعابية.

لقد تلقت الكلية الدعم الملائم من الإدارة العليا بالجامعة واستطاعت بذلك تنفيذ خططها وبرامجها التطويرية، وقد ساندت كل جهود الكلية الرامية لتطوير البرامج التعليمية والبحث العلمي فيها. ويجدر بنا أن نشيد كذلك بالجهود المتصلة لتحقيق التميز من عمداء الكلية ووكلائها السابقين وأعضاء هيئة التدريس والمنسوبين لما بذلوه من جهود صادقة ومقدرة نحو الارتقاء بهذه الكلية إلى مصاف الكليات الهندسية المرموقة عالميًا. نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد وأن يكلل جهود العاملين بهذه المؤسسة الرائدة لتحقيق ما نصبو إليه ويطمح إليه المواطنون في هذه البلاد الغالية علينا جميعًا.


آخر تحديث
11/9/2016 1:14:07 PM