كلمة رئيس القسم



 

تقف اللغة العربية بجانب نظيراتها من اللغات المنطوقة اليوم لتثبت أهميتها واستمرار دورها المركزي في عجلة التطور البشري، رغم كل ما يشهده الحاضر من انفجار تكنولوجي وتشظٍ تقني متسارع. واللغة العربية بهذا تكسب تحدياً جديداً أصبحتْ معتادة على مواجهة أمثاله منذ انعطافة العصر الحديث نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وحتى يومنا هذا.

 حين كتب حافظ إبراهيم قصيدته (التائية) الغنية بالعبارات اليقينة، كانت التهم تكال، والشكوك تحوم حول قدرة اللغة العربية على مجاراة العصر الحديث وتحولاته المتسارعة. لكن العربية ظلت تسير بثبات ومرونة مكناها من استيعاب التغيرات والتكيف معها والمساهمة – أحياناً – في تحويل مسارها.

اليوم يستخدم قرابة خمسمائة مليون إنسان اللغة العربية لغة للقراءة والكتابة ووسيلة للاتصال والتعبير اليومي، كما أن الرغبة والإقبال على تعلم وإتقان اللغة العربية كلغة عالمية في ازدياد مستمر. فلغة القرآن تثير اهتمام الشعوب لما تحمله من ميزات تجعلها تستوعب حاجات الإنسان الروحية والعلمية والاجتماعية، دون أن تتحول إلى رموز غامضة أو إشارات جافة. هذا بالإضافة إلى حفاظها على بنيتها النحوية والبلاغية لأكثر من خمسة عشر قرناً، وهي لا تزال تثري البشرية بما تحمله من سمات تؤهلها للخلود.

هنا - في قسمكم قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعوم الإنسانية - يشرفنا أن نخدم اللغة العربية: لغة القرآن، ورمز الهوية العربية، ونموذج الفصاحة والكلم الرفيع. وذلك عبر البرامج التي يقدمها القسم لطلاب البكالوريوس وطلاب الدراسات العليا ويديرها عدد من الأساتذة البارزين في التخصصات اللغوية والأدبية، أو عبر الأنشطة العلمية والثقافية المتنوعة التي ينظمها القسم. فمرحباً بكم.

أ.د. عبدالرحمن بن رجاء الله الجامعي السلمي

رئيس قسم اللغة العربية وآدابها  

 


آخر تحديث
2/14/2018 11:29:55 AM