الطعن في الأنساب
|
الطعن في الأنساب
ربيعة المرزوقي
لعل من نافلة القول أن نذكر حال العرب قبل الاسلام وما كانوا عليه من اقتتال وتفاخر وتناحر وخفة وطيش رغم وجود ذوي الاحلام والنهى بينهم الا ان المسالة اكبر بكثير من ان تحتوى بقدرات بشرية تعجز عن القهر والسيطرة الاخلاقية والفكرية -وان كانت صائبة- مالم تخضع لها الدواخل رغبا ورهبا.
من ثم كان امتنان الحق تبارك وتعالى: (والف بين قلوبهم لو انفقت مافي الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم). ومن فضل الله على هذه البلاد ان جعلها ملتقى للافئدة وجعل من اشتراك القبلة والمقصد بوتقة تنصهر فيها مكونات الطين على اختلاف الوانها ومكوناتها من ( جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود). لكن هذا لا يعني الوصول الى المثالية على المستوى الجماعي, بل ان الواقع يشهد بان الكثير لا زالت فيهم بقايا من جاهلية لم تنصهر بعد بل لا زالت جامدة جمود الانفس التي تحملها؛ ولا براءة لاي من الفرقاء من نصيب منها. فمن يستمع للتعيير بين الناس بعضها البعض او بين بعض شرائح المجتمع يشعر بان الجميع في الجهل سواء -الا مارحم ربك- وقليل ماهم!
حتى اصبح البعض لا يعترف باصله ويتنكر له او يصيبه التطرف والتعصب في التحيز لبني جنسه. ومما زاد الطين بلة هو مشاركة بعض وسائل الاعلام في هذه الترهات. ويبدو ان الاعلام المعاصر ما ترك للعوام شيئاً الا شارك فيه وارضى الجماهير بتقديمه ومباركته من دون اعتراضات مزعجة طالما الهدف في النهاية هو ارضاء الجماهير.
لذا كان من الواجب التصدي لهذه الترهات التي تريد بنا العودة للجاهلية بإحياء النظرة العالمية للرسالة المحمدية وانها ليست موروثا شعبيا أو ثقافة محلية تضيق عن استيعاب الغير ممن يشاركونا المعتقد.. اليسوا هم اولى بالاهتمام من الآخر الذي لا يؤمن بما امنا به؟
|
آخر تحديث
5/31/2009 9:16:19 PM
|
|
|