أهمية ادراج الدراسات البصرية للبيئة المرئية ضمن استراتيجيات وسياسات التنمية العمرانية لمكة المكرمة
بكالوريوس
عمارة،
ماجستير
تصميم
رئاسة
الطيران
المدني،
الشؤون
الهندسية،
قسم تصميم
المطارات
مكة
المكرمة ص. ب:9701
عمل
6405000 ( 4428) جوال:054312321
الملخص
التنمية
العمرانية في
المملكة
العربية السعودية
مرت عبر مراحل
متعددة, بدات
بإصدار الأنظمة
واللوائح
التى تخدم في
مجملها نطاق
عمراني بسيط,
ما لبثت أن
وصلت إلى
استراتيجيات
وسياسات
تنموية شاملة
تواكب تطلعات
الخطط
التنموية.
ولما كانت
معطيات
التنمية العمرانية
الناجحة هي
التى تواكب
التغيرات
وتحقق
التطلعات
وتتقبل الرأي
والمشاركة،
كان لابد من
ابداء الرأي
في إيضاح
جزئية تنموية
هامة قد تكون
مهملة, ألا
وهي البيئة
المرئية ومدى
احترامنا لها
واهتمامنا
بها. فهذه
الورقة تركز على
أهمية
الدراسة
البصرية
للبيئة
المرئية كهدف
للإرتقاء
بالبيئة
العمرانية
للمدينة وبالمجتمع
ليكون ذواق
لبيئته
مسؤولاً عن
إنمائها
والمحافظة
عليها. وتوصي
الورقة بأنه
بات من
الضروري
إيجاد نظام
-حكومي وأخر
تعليمي وثقافي-
يهتم بعلم
النفس البيئي
عامة, ويجعل
البيئة المرئية
وتنسيقها
وضبطها
بالدين
والقيم من المحاور
الأساسية
لتنمية
العمرانية.
ما
هي الدراسة
البصرية
للبيئة
المرئية:
الدراسة
البصرية
للبيئة
المرئية تندرج
ضمن حقل علمي
واسع وشيق،
ركائزه تعتمد
على دراسة التخصصات
العلمية
المتعددة من
منظور علم
النفس والسلوك
للإنسان، هذا
الحقل ينعت
اصطلاحاً بعلم
النفس البيئي(Environmental
Psychology). وعلم
النفس البيئي
كانت بدايته
مع بداية القرن
المنصرم
عندما ظهر
جيلٌ من
العلماء جل اهتمامهم
دراسة
العلاقة
المتبادلة
بين البيئة والسلوك
الإنساني
تجاه بعض
الظواهر
الفطرية كالضوء
والصوت
والسمع والشم
والوزن
والضغط وغيرها. ما
لبثت أن تطورت
هذه الدراسات
إلى دراسات
أكثر تعقيداً
وإبداعاً
تمثلت في معرفة
مدى التأثير
الذى تحدثه
البيئة المحيطة
- سواءً كانت
فطرية أو
صناعية - في
سلوك ونفسيات
الأطفال
والبالغين
وفي
المجتمعات
والمدن والمدارس
وأماكن العمل.
وبهذا التقدم
بدأت تظهر النظريات
والتفسيرات
التى كان لها
الأثر الكبير
في عملية
التحضر وفي
تسارع عجلة
التقدم العلمي
والتى كانت
أغلبها وما
زالت تصدر عن
الدول
المتقدمة
علمياً
كاليابان
وأوربا وكندا
وأمريكا .
وباهتمام
العلماء
المكثف
بالرؤية
والإدراك
تطور هذا
العلم تطوراً
كبيراً
وأنشأت كثير من
الجامعات
المتميزة,
الأقسام بل
الكليات ومراكز
الأبحاث
المتخصصة في
هذا المجال،
وبدأت الكتب
والدوريات
تنتشر لتحفل
بالعديد من الدراسات
والتجارب
الشيقة، و كان
لابد لهذه النهضة
العلمية
المتميزة من
وجود جمعيات
عالمية
متخصصة ترعى
هذا العلم
وتنميه
وتنشره.
وبقي
علينا في هذه
العجالة أن
نعرف ما هو
التعريف
الدقيق
للبيئة
النفسية
ليمهد لنا
الطريق
لمعرفة ماهي
الدراسة
البصرية للبيئة
المرئية؟
فالبيئة
النفسية تعرف
بأنها
الدراسات
العلمية
للعلاقات
المتبادلة
بين السلوك
والممارسة من
جانب وبين
البيئة
الفطرية أو
العمرانية من
جانب أخر[1].
وعلى هذا
الأساس
نستطيع تعريف
الدراسة البصرية
للبيئة
المرئية على
أنها الدراسة
العلمية التي
تساعد على
تفسير أو
معرفة
العلاقة التي
تنشأ بين
الهدف المرئي –
سواءً كان
جزءً أو كلاً
فطرياً أو
صناعياً- وبين
ردة فعل
الإنسان لذلك
الهدف من خلال
حاسة البصر. وعليه
فإن البيئة
المرئية
الفطرية أو
الصناعية
وحاسة البصر
المدركة لهذه
البيئة دوماً
في تفاعل
مستمر للوصول
إلى المعنى أو
المغزى, ومن
المهم أن نعلم
أن هذا
التفاعل نسبي
بين الناس،
فقد يكون
المعنى أو
المغزى فردي
أو جماعي،
إيجابي أو
سلبي، بيّن أو
غامض، ممكن أو
مستحيل. ولذلك
لا غرابة بأن
تكون الدراسة
البصرية
للبيئة
المرئية من
أصعب فروع علم
النفس البيئي
ولكن أيضا من
أمتعها.
فروع
الدراسة
البصرية
للبيئة
المرئية:
يرى
الباحث أنه يجب
عند القيام
بالدراسة
البصرية
للبيئة المرئية
تحديد فرع
وتخصص
الدراسة، ما
ذاك إلا لإعطاء
الباحث
الموضوعية
وعدم التشتت
في المعلومات
التي يتم بناء
الدراسة
عليها وأهمية
وجدية
المعلومات
التي سيتم
التوصل إليها.
ولا يوجد هناك
تقسيم علمي
بحت لفروع
الدراسة البصرية,
ولكن
باجتـهاد من
البـاحث رأى
أن كتاب (Environmental Aesthetics)[2]
لجاك نصار قد
اشتمل على
تصنيف جيد
لفروع وتخصصات
الدراسة
البصرية, حيث
صنفها إلى
ثلاثة فروع,
كل فرع يشتمل
على العديد من
الدراسات
المتخصصة.
الفرع
الأول:النظريات(THEORIES): يقول
المؤلف في هذا
الصدد أن
موضوع جمال
البيئة هو
أعمق من أن
يكون حاسة
تذوق زائلة,
فالباحثين
والمصممين في
حاجة لمفاهيم
توضح لهم ردود
الفعل
والأحاسيس المتباينة
أو المتفق
عليها تجاه
البيئة
المرئية
لتكون قاعدة
قوية تبنى
عليها
دراساتهم
المتخصصة في
هذا المجال.
الفرع
الثاني:
الدراسات
التجريبية(Empirical Studies): إن تصميم
المباني
والطرق
وعناصر تنسيق
المدينة
تعتبر بيئة
خصبة لإثارة
وتحريك مشاعر
الناس لمعرفة
المحبب وغير
المحبب لديهم.
وهذا لا ينقص
من قدرة
المصممين
ولكن في رأي
الكاتب تجعلهم
متقبلين
للرأي
ومتلمسين
لأحاسيس العامة
مما سينعكس بالإيجابية
على عطائهم.
ويحتوي
هذا الفرع على
خمس تخصصات:
1.
ملاحظات
على منهجية
إعداد البحوث
والتجارب في
حقل البيئة
المرئية ومدى كفاءتها.
2.
العمارة
الداخلية،
التصميم
الداخلي(Architectural Interiors): دراسة
البيئة
المرئية
الداخلية من
خلال تجربة
مستخدميها
أمرٌِِِِِِِِِ
شيقٌ، وله
معطيات
إيجابية
متعددة، منها
الراحة
البصرية
للفراغات
الداخلية وعلاقة
الربط بينها,
العناصر
المعمارية
وانضباطها،
الأثاث وملاءمته,
والإضاءة
الطبيعية
والصناعية
وفاعليتها.
ولا شك أن نتائج
الدراسات في
هذا التخصص
ستساعد
المصممين على
إخراج تصاميم
أكثر انتماءً
من جانب,
والرفع من
قيمة الزوق
والجمال
العام
لدى الناس من
جانب أخر.
3.
العمارة
الخارجية(Architectural Exteriors): دراسة
البيئة
المرئية التي
تعكس الحلول
المعمارية
المتعددة
للمباني
المختلفة من
خلال ارتفاعاتها،
أحجامها،
أشكالها،
ألوانها، ارتدادها،
المواد
المستخدمة.
ويشمل هذا
المجال أيضاً
دراسة علاقة
المباني
ببعضها
وبالشارع
وبالمدينة.
4.
مناظر
البيئة
الحضرية(Urban Scenes): الدراسة
في هذا المجال
شيقة جداً فمن
خلالها يمكن
التعرف على
القيمة
البصرية
الحقيقية للمدينة
وعلى المواقع
المختلفة
فيها.
5.
مناظر
البيئة الفطرية
والريفية(Natural & Rural Scenes): دراسة
القيم
البصرية
المتميزة
للبيئة الفطرية
والإبقاء
عليها قدر
المستطاع
وعدم تشويهها
بالقرارات
غير المسئولة؛
فهي ثروة
وطنية تربط
الطابع
الفطري
الدائم والحقيقي
بعجلة التطور
والتقدم. أما
الأماكن
الريفية
والقرى فلها
طابعها الخاص
بمضامين
ومعطيات
تختلف عن
المدن.
الفرع
الثالث:
التطبيقات (Applications):الطرق الإيجابية
والإبداعية
لترجمة
الأفكار
والتوصيات إلى
واقع ملموس
يحقق
الفاعلية
القصوى والآمال
المرجوة.
وعليه يمكن
إدراج أهداف
هذه الورقة ضمن
الفرع الثاني
التخصص
الرابع, لكونها
تتناول مناظر
البيئة
العمرانية
لمكة المكرمة
بشكل عام من
خلال
المشاهدة
والرصد والتحليل
المبني على
العديد من
الدراسات والأبحاث.
معطيات
أساسية يجب
إدراكها عند
تشخيص ومعالجة
البيئة
المرئية:
أولا:
الجمال عطاء
محبب:
لا شك
أن أي عطاء أو
عمل في إطار
الشريعة يظهر
ويبين القيم
الجمالية
للبيئة لهو
أمر مطلوب بل
واجب يجب
السعي
لتحقيقه وهذا
لا يتحقق إلا
بمعرفة
التالي:
1)
إن أي
تكوين أو نمط
بصري داخل
الملكية و في
نطاق
الخصوصية
البصرية
المطلقة يعود
بكامله لأحاسيس
وذوق وأسلوب
حياة المالك
وأهل بيته، لذلك
فإن أى تدخل
في النطاق
والحيز
المذكور دون
استئذان
لإبداء رأي أو
نصيحة هو تطفل
وعمل غير
مقبول.
2)
ولكن عند
تحول نطاق
الخصوصية
المطلقة
المذكور
أنفاً إلى
نطاق عام أو
شبه عام يشاهد
من الناس
جميعاً وإن
كان في الملك
الخاص, فيجب
في هذه الحالة
أن يكون لهذا
النطاق الخاص
في تملكه,
العام في
مشاهدته آداب
تراعى بصرياً
من المجتمع والجهات
المسئولة،
وعدم
الاهتمام
بهذا الأمر
سيؤدي إلى
تشوه البيئة
المرئية.
ثانيا:
الإنسان قوة الجمال:
يجب
أن نعلم أن أي
نتاج عمراني
جميل أو رديء
هو من نتاج
المجتمع،
فنحن نصنع
البيئتين
ونريد أن
نستمتع
بالبيئة
الجميلة اللطيفة
التي نرتاح
لها وظيفياً و
بصرياً
وحسياً, لذلك
فهي دائماً
هدف أساسي يجب
التوصل إليه
من قبل
المجتمعات
المتذوقة لفن
العمران ومن
المتخصصين
المتقنين
لأعمالهم, ولا
شك أن العلامة
المعماري حسن
فتحي كان له
بُعد إنساني
وجمالي عندما
تسائل عن
تخطيط وتصميم
المدن في
حضارتنا
الحديثة هل هو
للإنسان أو
لشيء أخر[3]؟
وهذا السؤال
لم يكن ليسأل
من قبل حسن
فتحي إلا
لقناعته أن ما
سبق من حضارة
عمرانية
إسلامية كان
فيها قوة
إتقان وجمال
نفتقده في
واقعنا
العمراني.
ولا
ريب أن
الإنسان هو
بالفعل قوة
الجمال
بإتقانه
لعمله مهما
كان هذا
العمل, فهدي
الإسلام واضح
في ذلك عندما
قال رسول الله
صلى الله عليه
وسلم[ إن الله
يحب إذا عمل
أحدكم عملاً
أن يتقنه][4].
والإنسان
قوة الجمال
أيضاً لحبه أن
يكون جميلاً
في نفسه وبيته
ومجتمعه
وبيئته، قال
صلى الله عليه
وسلم[ إن الله
جميل يحب الجمال][5].
ولكن قوة هذا
الجمال لن
تتحقق إلا
بابتعادنا عن الأنانية
والفردية
والسيطرة غير
المرنة،
ونتجه نحو
الشورى والإجماع
واحترام
الرأي بين
الناس وبين
الناس والنظام.
وللأسف
بدل أن نهتم
ببناء هذه
القيم العظيمة
ونترجمها الى
واقع عمراني,
تركناها, ليأخذها
الغرب ويرقى
بها. لذلك ليس
من المستغرب
أن يثبت أستاذ
التخطيط
الشهير كيفن
لنش من خلال
دراساته
وكتبه التي لا
تخفى على
المتخصصين
أنه بنفس
الأهمية يجب
معرفة تحليل
الناس
لبيئتهم
المرئية ومن
المستحيل التنظيم
والتنسيق دون
مشاركتهم[6].
ويؤكد دونالد
ابليارد ايضا
" إن الناس
يستطيعون
توضيح وتحليل
مشاعرهم
لبيئة
شوارعهم
المعقدة "[7].
وأثبتت عملية
التطوير
والتخطيط
الحضاري لمدينة
يوكوهاما
باليابان أن
الساكن يكون
أكثر
إيجابيةً
وانتماءً
عندما يشعر
أنه عضو مشارك
في تنمية
مكانه، وأن
معيشته وبيته يسيران
يداً بيد[8].
أما شروين
جرين يثبت
للمصممين أن
مشاركة العامة
في مراحل
التصميم تحقق
إيجابيات للمصمم
والتصميم[9].
وبنفس
الأهمية يذكر
جاك نصار أن
لتحسين البيئة
المرئية فإنه
على المخططين
معرفة الانطباع
العام للناس
عن المدينة
وتنسيقها[10].
وعلى
العموم فإن
البيئة
المرئية
المرضية لا تكون
إلا بقوة
الرأي
والإجماع
المشترك بين
الناس
والمتخصصين
من مصممين
ومسئولين.
ثالثا:
الجمال يحترم
المعطيات:
إن
جمال خلق الله
لم يكن لولا
عظيم عطائه
وحده له،
وجمال صنع
الإنسان لم
يكن إلا بتدبره
في مخلوقات
الله والتعلم
منها ومن ثم
بالإخلاص
والإتقان في
العمل، ولم
أجد أجمل من وصف
الاستاذ
المعماري حسن
فتحي يرحمه
الله لهذا
المقام عندما
قال " إن
التصاميم
الصادقة في
موادها،
الصادقة مع
بيئتها،
الصادقة في
وظيفتها
اليومية من الضروري
بل يجب ألا
تكون إلا
جميلة "[11].
ويقول
كنزو تانج
أيضاً " لتكون
مركزاً
للحضارة
والمعلومات
فيجب أن تهتم
بالقيمة التصميمية
للمدينة
وعمارتها "[12].
ويقول
أخر" أن
الحضارة يجب
أن تكون جميلة
وصحيحة،
مريحة
ونظيفة،
متزنة
ومنسقة". وكما
أن الجمال لا
يكون إلا
باحترام
المعطيات الدالة
علية فإن
القبح عكس ذلك
بالتأكيد.
رابعا:
العقل قوة
الإنسان:
أوجد
الله لنا
العقل وميزنا
به عن باقي
مخلوقاته وجعل
أحد معطياته
البحث عن
المعنى، وذلك
من أجل أن
يسـتديم عطاء
الإنسان إلى
أن يتوفاه الله
ليكون حجة له
أو عليه، ومن
الوسائل التي
تجعل العقل
يعمل من أجل
المعنى هو
استخدام الحواس
الخمس ومن
بينها النظر
الذي ينتج عنه
الرؤية التي
غالبـاً ما
ترتكز على
أربع مراحل تسـمى
عمليات
المعنى
المرئية (Organized meaning processes) وهذه
المراحل هي[13]:
أولاً:
الإدراك بأن
هناك شيء.
ثانياً:
العقل يميز
الشيء المدرك
عن باقي المحيط
أو بمعنى أخر
إدراك
العلاقة بين
الصورة والخلفية.
ثالثاً:
العقل يركز
على الشيء
المدرك ويحدد
شكله وأوصافه.
رابعاً:
العقل يصنف
ويعين الشكل
المدرك.
اذاً
ما هي
المشكلة؟
المشكلة هي:
هل قيم الجمال
العمراني وليس
الرومانسي
أمراً
ملموساً
(حقاًً) في بيئتنا
؟ هل بيئتنا
المرئية صُنع
قرارات لها
معنى ومغزى أو
هل هي
عشوائية؟
قد
يكون من
المناسب
قراءة بعض
الادبيات
التي تبرز أهمية
طرح مثل هذه التساؤلات
وتساعد على
بلورة
الإجابات.
وصف
المعماري
الياباني
آراتا إسوزاكي
اليابان بعد
الحرب
العالمية
الثانية أنها
فقدت جميع
أشكالها
العمرانية
القديمة المتميزة
وحل مكان ذلك
تدريجياً
مجموعة من
المباني
الدخيلة
المفلسة في
قيمتها،
المشتتة في طرازها،
خليط من
الحديد
والإسمنت
والدعاية والإعلان،
إضاءة النيون
وأعمدة
الخدمات
المختلفة
سيطرت وأثبتت
وجودها
وبالتالي
فقدت المدينة
تميزها العمراني
وأصبحت تعبر
عن مضمونها من
خلال منظومة
رموز مشتتة
وليس من خلال
قيم عمرانية[14].
ويصف
المعماري
الياباني
أيضاً يوشين
بواشيهارا أن
المدن
اليابانية
مرتبكة ومشوشة
بسبب
افتقادها
لمفهوم
التنظيم
والتتابع الخارجي[15].
ونجد
أيضاً أن
المعماري
الياباني شيكيرو
إنو قد حمل تبعية
ما يحدث من
تخبط في
البيئة
العمرانية
باليابان,
حمله على عاتق
المعماريين
والمصممين
وقالها
بصراحة " بأن
لو استشعر
هؤلاء أدب المسؤولية
في التصميم وعرفوا
حدودهم
التعاملية في
عكس قيم
الجمال على
النحو
الملائم قد
يكون لدينا
أمل في تحسين
البيئة
العمرانية "[16].
- ومن
منطلق
الأمانة يجب
التوضيح بأن البيئة
العمرانية في اليابان
راقية جداً،
وتبنى على أسس
ودراسات متعمقة
وذات أهداف
سامية.
والأدبيات
السابقة
للمتخصصين لليابانيين
ليست إلا
لإثبات قوة
النقد والتشخيص
والبحث
العمراني
لديهم الذي
يساعدهم بالارتقاء
الأمثل
لبيئتهم.-
وتقول شريكو
هابي محذرة من
أن فقد الذوق
والقيم
الجمالية للمدينة
الأمريكية
جعلها محل
انتقاد ليس فقط
من المعماريين
والمصممين
والفنانين،
بل تعد هذا
الأمر ليصل
للعلماء
والمتخصصين
في مجالات أخرى[17].
ويصف
جن سيم وندس
أن تشتت أو
تشوه أو ضعف
البيئة
المرئية هو اعتداء
على عمارة
البيئة
والمجتمع
ويعبر عن سوء
وفساد في
التعامل مع
البيئة
العمرانية,
ويضيف بأنه
مهما كان هذا
العمل صغيراً
فإنه سوف
يتراكم
وينتشر ثم
يلقي بنفسه
على تنسيق
المدينة
والطرق
والبيئة الفطرية
عامة. ويضيف
أننا نلمس هذا
التشوه من مرورنا
عبر لوحات
دعائية
عشوائية، أو
مباني لاتظهر
قيم معمارية،
أو أرض رثة.
هذا بالإضافة
إلى الأسلاك
وعواميد
الخدمات
المختلفة
التي تشوه
الأفق[18].
قد
يكون بات
واضحاً الآن
الهدف من
التساؤلات
السابقة،
ولكن علينا أن
نكون مدركين للعاملين
التاليين:
1.
إن الشعور
والتعبير عن
البيئة
المرئية هو أمر
متغير
ومتباين من
إنسان لأخر،
فلا يستطيع شخص
إجباري أو
إجبارك على حب
شيء نكرهه أو
كره شيء نحبه،
والأمر كذلك
لا يختلف
كثيراً إذا
كان يتعلق
بعمل ما. ولكن
مع هذا
الإختلاف
هناك درجة
قناعة ورضى بين
الناس
بالأفكار والآراء
المبنية على
إجماع مقبول
بينهم، وعليه
فإن الإجماع
والقبول هو
أمر محقق سواء
كان الإجماع
على أمر إيجابي
أو سلبي.
2.
إن البيئة
المرئية لها
مكونات وعناصر
هذه المكونات
والعناصر قد
تكون مفردة أو
مجموعة،
مستقلة أو
متحدة،
متناسقة أو
متنافرة...
وهكذا، لذلك
فإن طريقة
نظرنا
وتحليلنا
لعناصر
البيئة
المرئية هي
التي تحدد
مستوى رضانا هل
هو إيجابي أم
سلبي تجاه
خواص ووضع تلك
العناصر في
البيئة.
اذاً
ماهي المشكلة
في مكة
المكرمة:
لقد
أوضحنا
المعطيات
الأساسية
التي يجب
علينا
إدراكها عند
تشخيص
ومعالجة
البيئة
المرئية، ومن
ثم تسائلنا عن
ماهية تلك
المشكلة التي
تحتاج لتشخيص
ومعالجة
استناداً على
أراء بعض من
المتخصصين
والباحثين،
وأخيراً تبين
أن هناك
أغلبية
وإجماع تجاه
إشكالية البيئة
المرئية ينتج
من صياغة
مكوناتها
وعناصرها،
واعتماداً
على ماسبق
يمكن تشخيص
المشاكل
البصرية
للبيئة
المرئية في
مكة المكرمة
عبر النقاط
التالية (انظر
ملحق الصور
لبعض مشاكل
البيئة
المرئية في
مكة المكرمة):
1)
معطيات
المكان:
تخطيط مكة
المكرمة هو
امتداد لوضع عام
يشمل جميع
المدن والقرى
بل والهجر
السعودية،
ألا وهو تجاهل
معطيات
المكان من
تضاريس ومناخ
وعادات
وتقاليد
وتاريخ. فمكة
شرفها الله
تحتوي على
الجبال
والأودية
والصحراء
والشعاب التي
اشتهرت بها في
المثل القائل
( أهل مكة أدرى
بشعابها )
ولها تاريخ
عريق عبر
العصور ولها
عادات وآداب
سامية. ومن
أراد أن
يستزيد ويتحقق
فليقرأ ما كتب
عن مكة شرفها
الله وليوثق
ذلك بسؤال شخصياتها
وأهلها.
ولكن
للأسف لم يتم
بلورة هذه
المعطيات
وغيرها إلى
قيم عمرانية
وبصرية مميزة
لمكة المكرمة.
2)
الخصوصية:
تخطيط
وتقسيم
الأراضي بشكل
شبكي وبمساحات
ونسب
وارتدادات
وارتفاعات
محددة وثابتة,
والمرونة
المتجمدة
لاشتراطات
البناء, جعل التكوين
العمراني ممل,
وخصوصية الإنسان
في محيط سكنه
باتت مكشوفة,
مما أثر
سلبياً على
البيئة
المرئية
للمدينة. فعلى
سبيل المثال وليس
الحصر نجد أنه
بسبب حماية
الخصوصية, لجأ
الملاك إلى
وضع ساتر
مرتفع يصنع من
مواد مختلفة
وبأشكال
متعددة يحفظ
به خصوصية
مسكنه وستر
عورات أهل
بيته. وبسبب
الإرتداد
فالمالك
-عاجلاً أم أجلاً-
يلجاء
لاستغلاله
بما يلبي
حاجاته كاللجوء
إلى تسقيفه أو
بنائه, وبسبب
الإرتداد
أيضا عدم
الإكتراث
بالواجهات
الجانبية
والخلفية
تصميماً
وتشطيباً.
3)
إنسانية
الشارع:
الشارع هو
القلب النابض
لحياة المدينة
بل لأي تجمع
عمراني, وهو
الذي يعكس
مستوى التحضر
والإلتزام
وأحاسيس
الناس تجاه
بعضهم وتجاه
بيئتهم،
وبالنظر إلى
شوارع مكة
حماها الله
نجدها
متضاربة في
محتواها
ومفتقدة لميزة
هامة ألا وهي
قيمتها
الإنسانية
المتمثلة
بالكرم والترحاب
بالزوار
والحجاج, فهي
مدينة الناس
الطاهرين
النقيين يأتون
لقبلتهم
ليعبدوا الله
ويصلوا له في
أحب البقاع
إليه, ولكن لا نرى
انعكاس مثل
هذه المضامين
على الشوارع
في مكة –لا
الرئيسية
المؤدية إلى
بيت الله
العتيق ولا غيرها
- لترقى
معمارياً
وبصرياً
بالقيم والأخلاق
الروحانية
المكافئة
لقدسية
المكان وأهميته.
أما الشوارع
والحواري
الداخلية
لمكة المكرمة
فهي في حالة
رثة وبها من العشوائية
والتعدي
والتشوه
مابها، ولا
توحي أبداً
أنها ضمن نطاق
عمراني
معتمد،
المفترض فيه
تنمية المدينة
بشكل متزن ومتساوٍ.
4)
أهمية الرصيف:
في
الواقع إن
مفهوم
الأرصفة في
البلاد عامةً
ومكة المكرمة
خاصة ًتختلف
عن المفهوم
العلمي الذي
يجب أن تكون
عليه ألا وهو (
سلامة ومتعة
المشي
والتأمل
والراحة )
لذلك فإن ما
نشاهده من
أرصفة ماهو
إلا مسمى فقط,
لا تعمل بتنسيق
وتصاميم
منضبطة
لمحتوياتها
من إشارات
إرشادية
ومرورية
وإنارة
وتشجير
ودعاية وغير
ذلك كثير,
بالتالى ليس
مستغرباً أن
يصبح الرصيف أقرب
للملك
والإنتفاع
الخاص منه
للعام, وتعديات
أصحاب
المنازل
والمحلات
التجارية
التي تأخذ
أشكالاً
وأساليب
متعددة لهو
اكبر دليل على
ذلك. وهنالك
أمر أخر مهم
يجب الإشارة
إليه ألا وهو
ملل ورتابة
الرصيف بسبب
ارتداد
المباني
الموحد على
جانبيه. وجميع
هذه العوامل
مشتملة أو
متفرقة
بالتأكيد
تؤدي إلى ضعف
القيمة
البصرية للمدينة
والشعور
بالتشتت وعدم
الراحة
والأمان.
5)
انسجام الجزء
مع الكل:
مع
تقديري لما
تنادي به
الجهة
المنظمة
والرقابية
لتخطيط مكة
المكرمة
بأهمية
التزام مكاتب
التصميم
بالتكوينات
والعناصر
الإسلامية في
تصميم واجهات
المباني
المختلفة،
إلا أن هناك
أمراً يعيق
اكتمال بعض
إيجابيات هذا
الإلتزام، ألا
وهو اهمال
معالجة
المباني الجديدة
كمفهوم تصميمي
وبصري متزن مع
النسق العام
للنسيج
المعماري
القائم أو
الذي سوف يقام
على الطرق
والميادين،
وأيضاً ضعف
الترابط
المتبادل بين
المباني
والمحيط من
شوارع واثاث
وتشجير
وإضاءة.
6)
الدعاية
والإعلان:
فرق
كبير بين أن
نرى دعايةً
وإعلاناً وقورةً،
تقدر وتحترم
مشاعر وذوق الناس
وسماء ومباني
وشوارع
المدينة،
وبين دعايةٍ
وإعلانٍ
مبتذلةٍ،
تفرض نفسها
بقوة على
الناس
لينبذوها
وعلى المدينة
لتشوهها.
للأسف
إن القادم إلى
مكة شرفها
الله أو
السالك طرقها
أو الناظر من
نوافذ
مبانيها يرى
ابتذالاً
رخيصاً
لمواقع
وأحجام
وتصاميم
الدعاية
والإعلان،
فهي لا تحترم
قدسية ولا
تاريخ البلد
الأمين, بل إن
شركات عالمية
لا يخفى على
أي إنسان حصيف
انتمائها
الديني
المعارض
للإسلام و المسلمين
ترفع
دعاياتها
بجراءة دون
سيطرة أو تحكم.
والمتأمل
لصور ونصوص الإعلانات
لكثير من
الملصقات
واللوحات يرى
أن قبلة المسلمين
باتت معرضاً
للساعات
والسيارات
والمجوهرات أو
المطاعم ودور
الأزياء
وغيرها. ومن
جهة أخرى نرى
الدعاية قد
استخدمت
الإضاءة
المزعجة لجذب الانتباه
بطريقة غير
لائقة كما هو
الوضع لإحدى
اللوحات فوق
إحدى العمائر
على مدخل مكة
المكرمة.
أما
اللوحة
الدعائية
المتحركة على
مدخل مكة من
طريق جدة - مكة
السريع فهو
أمر مستهجن
واستفزازي
بالفعل يحول
المشاعر
والخيال الديني
والسامي
المختزن عن
مكة المكرمة
بعد رؤيتها
ورؤية غيرها
إلى مشاعر
تجارية ومقايضات
بنكية
ومأكولات
وفنادق
عالمية
تتنافى مع
أبسط القيم
التي يجب أن
تميز أم
القرى.
7)
السلوكيات
الفردية
المشوهة
للطابع العام:
هذه
السلوكيات
كثيرة
ومتجددة وتسبب
بالفعل تشوه
وعشوائية
للبيئة
المرئية، وهي
لاشك ناتج
أنانية وعدم
اكتراث
بالمظهر العام.
ومن هذه
السلوكيات
التعدي على
الأرصفة والتعامل
معها كأنها
ملكية خاصة
وليست مشاع عام،
والتعدي على الشرفات
بقفلها، أو
تثبيت أخر
التقنيات من
هوائيات
عليها، أو
استخدامها
كمخزن، أو حتى
طلائها
بألوان شاذة,
ولا ننسى
وحدات التكييف
العادية أو
المركزية
وطريقة وضعها
العشوائي
والخطير على
الواجهات.
والأسطح
أيضاً, وما
يضاف ويثبت
عليها من
صناديق
وخزانات وهوائيات
ودعاية
وإعلان وغرف
مفتعلة
لمكائن
المصاعد. ومن السلوكيات
المشوهة
للبيئة
المرئية
أيضاً التعامل
مع الواجهات
بشكل شخصي
وعشوائي وغير ذلك
من الأمور
التى يجب أن
تدرس وتقوَّم
بالتوعية
والإلزام.
8)
الإرتداد
والبروز:
إن
عدم مرونة
نظام
الإرتداد
والبروز
للواجهات
الرئيسية على
جانبي الطرق
يسبب
رتابةً ومللاً,
ويقوض
الإحساس
البصري بتنوع
الفراغ. أما الواجهات
الجانبية
فأصبحت بسب
الإرتداد مخازن
لمكائن
التكييف
وأنابيب
الصرف الصحي
وسوء التشطيب.
وبالنسبة لما
تم استحداثه
من نظام
ارتداد وبروز
على تصاميم
الواجهات
الرئيسية
لطريق جنوب
المسفلة
(الليث)
والمتمثل
بالأرصفة
المقنطرة
أضاف إلى
الرتابة
والملل مشاكل
أخرى، منها
التنوع
العشوائي،
والتصميم
الرديء لأشكال
العقود
المستخدمة,
والمناسيب
المختلفة وعدم
استمرارية
الرصيف, وتحول
بعض الأرصفة
إلى جلسات
وأملاك
ومخازن خاصة.
ومن المشاكل
وضع لافتات
المحلات في
غير مكانها كأعلى
العقود مثلا.
9)
الإضاءة :
الإضاءة
المدروسة
والمنضبطة
تضفي على
المدينة
رونقاً خاصاً
وراحةً
نفسيةً للناس،
لكن
العشوائية في
ذلك تؤدي إلى
تشويه جمال
الليل وأفق
السماء، ومن
الأمور
المضحكة والمشوهة
هي تحويل بعض
المبنى إلى
ثرية يعلق على
واجهتها
منظومة من
الإضاءة أو
تشكيل معين
بواسطة الحبل
المضاء,
وأيضاً من
التشوهات استخدام
الإضاءة في
إبراز حدود
وحواف المباني
التجارية
وأعمدة
الإضاءة
والمجسمات أو
استخدام
الكشافات ذات
الإضاءة
المبهرة، وقد
ينتج التشوه
أيضاً من
أماكن وتصميم
ولون عواميد إضاءة
الشوارع أو من
شكل وقوة ولون
مصدر إضاءتها.
10)
الرقعة
الخضراء:
التشجير
وانتشار
الرقعة
الخضراء في مدينة
حارة وجافة
كمكة حماها
الله أمر هام
ويجب أن
يستمر، ولكن
الملاحظ أن
مفهوم
التشجير في
شوارعنا
يعتمد أساساً
على أنه
انتشار لابد
منه, فهو ليس
جمالي لدرجة
الجمال وليس
وظيفي لدرجة الاستفادة.
وهذا اتجاه
يجب أن يصحح،
فالجمال
والوظيفة للرقعة
الخضراء
عليهما أن
يكملا بعضهما
لتحقيق
القيمة
الحقيقية
للجمال.
والوظيفة
للرقعة
الخضراء قد
تكون أمراً
حسياً يستفاد
منها فعلياً،
أو نفسياً
تشرح وتسعد
نفسية الناظر
إليها. فالرصيف
الأصل فيه هو
استخدام
المشاة له
وليس إعاقتهم
بغرس الأشجار
عليه. فما
الفائدة من
أشجار جميلة
تعيق, وما
الفائدة من
أشجار جميلة
تحمي ظلالها
إسفلت
السيارات
وليس المشاة.
وقد يكون التشجير
نفسياً غير
مرغوب فيه،
كالمبالغة في
تشجير جزر
وأرصفة
الشوارع والزواية
الحساسة التي
يمنع بسببها
الرؤية الآمنة
والسليمة.
ويلاحظ
أيضاً أن
أساليب
احتواء التشجير
في أحواض
مفتعلة في
موقعها
وشكلها وخاماتها
يزيد من تشويه
المدينة،
وينطبق هذا
أيضاً على طرق
معالجة أرضية
الرقعة
الخضراء سواءً
كان حشيشاً
أخضراً، أو
نباتات و
زهور، أو مواد
صلبة
كالحجارة و
الحصى
والبلاط او
غير ذلك.
والتشويه
موصول أيضاً
بنظام الري سواءً
كان
بالوايتات أو
الصنابير،
وبالإهمال كعدم
صيانة وتنسيق
أماكن
التشجير، أو
بعدم تهذيب
الأشجار
والشجيرات
والحشائش
بشكل مستمر،
أو بخروج ماء
الري إلى
الشارع. ومن
الأمور
المشوهة أيضاً
طريقة تحديد
المنطقة
المشجرة بشبك
أو سور غير
لائق أو
استخدام
إضاءة غير
مناسبة في نوعها
أو طريقة
تثبيتها.
11)
الأراضي
الخاصة لبعض
المشاريع:
إن
محلات
البناشر
ومحلات الغاز
ومحطات
المياه
النقية
ومحطات وقود
السيارات والورش
المتنوعة
الأنشطة
والهناجر
المختلفة
(طريق الحج
مثلاً)
والأراضي
المسورة وغير
المسورة لبيع
مواد تشطيب
البناء وجميع الأنشطة
المشابه
غالبيتها
-ولكونها على
طرق رئيسيه- تتسبب
في تشويه
البيئة
المرئية
للمحيط الذي تقع
فيه لرداءة
تصميمها أو
عشوائيتها.
ويدخل ضمن هذه
الدائرة
أيضاً
المجمعات
الصناعية والورش
ومدى تأثيرها
بصرياً على
المدينة.
12)
عناصر تنسيق
المدينة:
إن
المباني
وواجهاتها,
والشوارع,
والأرصفة, والإضاءة,
والتشجير,
والعلامات
والإشارات المرورية
والإرشادية,
والدعاية
والإعلان, وأماكن
انتظار ركاب
الحافلات,
وصنابير
مخارج الحريق،
وأسماء
المحلات
التجارية،
والمقاعد،
وحاويات
وسلال
النفايات، ومكائن
الصرف
الذاتي،
والهواتف،
وتسوير الأراضي،
ومظلات
السيارات،
والمجسمات،
وصناديق
البريد،
والنوافير،
ومسطحات
الماء، ونوع
الأرضيات
ومواقع تغطية
فتحات
الخدمات عليها،
ومحولات وعدادات
الكهرباء،
وثلاجات ماء
السبيل،
ومناسيب
الأرض،
والمواد
المستخدمة
واللون
والملمس,
جميعها
وغيرها
الكثير لم
نتعامل معها
بإدراك
وشمولية من
منطلق تأثيرها
على البيئة
المرئية
وانسجامها
العام في الطرق
وبين
المباني؟
13)
الطرق
المؤدية إلى
مكة المكرمة:
الطرق
المؤدية إلى
مكة المكرمة
وبالذات طريق
جدة - مكة
السريع يشهد
عشوائية
وتشوه بصري
لجمال وإبداع
الخالق جل
جلاله
للصحراء
والجبال، بسبب
الأسوار
القائمة أو
المتهالكة
المحددة
للملكيات
الخاصة،
وبسبب
المحطات التي
لم يراعى في تصميمها
وإضاءتها
وتشجيرها
معطيات
المكان من
موقع وتضاريس.
هذا التشوه
للأسف مازال
مستمراً بسبب
السير قدماً
في إنشاء
المنتزهات،
والمباني
العامة
والخاصة،
والمستودعات،
وأماكن وقوف
الحافلات،
وغيرها التي
في مجملها تشتت
متعة الاستمتاع
بالمناظر
الفطرية
وتثبت أن
هنالك أنانية
فردية خطيرة
تجرح أحاسيس
الأغلبية دون
سيطرة.
14) مداخل
مكة المكرمة:
مداخل مكة
شرفها الله
عامة لا تعكس
مقوماتها
المميزة
والخاصة بها،
ولا تعبر عن
مشاعر
وأحاسيس الناس
السامية
نحوها، فمثلا
الوصول إلى
مداخل مكة
المكرمة لا
يسبقه تمهيد
بصري وقور أو
تكوينات
عمرانية
مدروسة.
أما
مدخل طريق جدة
- مكة السريع
فإنه بسبب
الدعاية
والإعلان،
وتشتت
المباني
والإضاءة،
والمجسم
المتهالك جعل
المدخل من دون
طابع بصري
مميز.
15)
لوحات مسميات
المحلات:
بلا
شك أن لوحات
تسمية
المحلات معضلة
أساسية، وأن
أغلب التشوه
البصري نتاج
عشوائيتها
ورداءة
مصنعيتها. أما
عشوائيتها
فغالباً
ماتكون بسبب
كثرتها
وتشابهها وموقعها.
والتشابه
وتحديد
الموقع
للوحات أمر
غير مرفوض إن
تم أخذ ذلك
بناءً على
معطيات
التصميم المعماري،
كما هو الحال
في المراكز
التجارية، أو
المنشأت
السكنية
الكبيرة أو
المجمعات وغيرها.
ولكن
عندما تكون
هذه اللوحات
من غير ضابط
تصميمي يلائم
المبنى
والنسيج
العمراني
للمكان,
وكثيرة ومتشابهة
فإن الوضع
سيكون مشوهاً
لبيئة
الشارع، ويصعب
تمييزها
وقراءتها.
وشارع أم
القرى يعكس
نموذجاً من
هذا التشوه.
أما
بالنسبة
لمواقع لوحات
التسميات الخاصة
التي تتربع
أعلى أسطح
وواجهات
المباني
والفنادق
والنزل
والشقق
المفروشة لهو
أمر فج واستفزازي،
يضفي تشتتاً
وتشوهاً ليس
على الشوارع
فقط، بل وعلى
أفق الحرم
الشريف
ليراها المصلى
لوحاًت
كبيرةً
وألواناً
وإضاءةً
صارخةً. واللوحات
تشوه البيئة
المرئية
أيضاً عندما تخرج
عن إطار أو
موقع
قد حدد
مسبقاً لها.
ولا شك أنه لو
ترك أمر تصميم
وكتابة اللوحات
لمحلات
الخطاطين
والدعاية
الراهنة
ستجعل العشوائية
والتشوه
يستمران.
16)
الأراضي
الفارغة:
لاشك أن قطع
الأراضي
المخصصة لبناء
المساكن،
والقطع
المخصصة
للمرافق
العامة، داخل
المخططات أو
حتى على
الطرق، فإنها
مع مرور الزمن
إن لم يتم
تنميتها
ستتحول إلى
بؤر تشوه
البيئة
المرئية بسبب
استخدامها
مرمى
للنفايات، أو
كمستودع، أو
كموقف
سيارات، أو
بعمل مظللات خاصة،
أو زريبة
لتربية بعض
الطيور
والحيوانات.
17)
رداءة
المصنعية
والمواد:
قد
يشعر الإنسان
خلال رؤيته
للبيئة العمرانية
عدم تقبله
لبعض الأمور
بصرياً، غالباً
ما تكون بسبب
غشش أو رداءة
ورخص في
المواد
والخامات
المستخدمة،
أو قلة إتقان،
أو بهم
جميعاً، وقد
يكون هنالك
مسببات أخرى
تخطر في بال
كل إنسان في
حينه.
18)
الاستهتار
والتخريب:
الكتابة على
الحوائط
والأرصفة، أو
تخريب
الممتلكات
العامة
بالصور
المختلفة، أو
إلقاء
المخلفات في الطرق،
أو من المنازل
على الأراضي
الفارغة، أو
التفحيط وترك
أثر ذلك على
الإسفلت، أو
القيام
بممارسة
أنشطة في غير
موقعها مما
يترك أثراً
سيئاً, كالشوي
مثلاً, جميع
هذه التصرفات
وغيرها
الكثير هي
استهتار
وتخريب يؤدي
إلى تشوه
البيئة
المرئية.
19)
حجب الرؤية:
حجب الرؤية
بسبب مواقع أو
ارتفاعات
التنمية العمرانية
غير المدروسة
يؤدي إلى خلل
وتقويض للبيئة
البصرية،
والأهداف
والمميزات
الأساسية في
المدينة. ومكة
المكرمة
الهدف
الأساسي فيها
الحرم، ولكن
للأسف قد حجبت
رؤيته في
الأفق وتشوشت
رؤيته من حوله
لأسباب
تنموية
متعددة.
20)
الأسوار:
الأسوار
بجميع
أنواعها
المتهالكة، والتي
تنشئ بشكل
عشوائي
لتحديد ملكية
خاصة، والكتل الخرسانية
البشعة
المستخدمة في
غلق أو تحديد
مسار بعض الطرق،
جميعها تشتت
النسيج
العمراني
وتشوه بيئة
الشارع.
21)
مباني تحت الإنشاء:
عدم
تعامل
المقاولين مع
ترتيب مواقع
العمل التي
تحت الإنشاء
بفن وإتقان،
وأيضاً بسبب
ضعف الرقابة
عليهم, فإن
المواقع
تتحول إلى
بؤرات بصرية
سيئة بسبب
الحواجز
العشوائية
والخامات
والمؤن التي
تُبعثر هنا
وهناك، وانسياب
الماء على
الطرق.
ولكن
بالإضافة إلى
التشوه
البصري المذكور
هناك أمر أخر
خطير ألا وهو
انعدام سبل
الأمان,
للمشاة
والعاملين .
22)
عدم الاهتمام:
عندما
تثبت الدلائل
تشوه
وعشوائية البيئة
المرئية بسبب
ضعف الأنظمة
والتوعية والمسؤولية,
وعندما يصبح
المجتمع
متكيف مع هذا
الوضع السلبي,
وعندما تنعدم
محاولات
التغيير إلى
الأفضل, سيكون
نتيجة ذلك الإهمال
وعدم الاهتمام.
كيف
نفعل البيئة
المرئية لمكة
المكرمة:
لكي
نفعل البيئة
المرئية لمكة
المكرمة, لتكن
بيئة لها
خصوصيتها
وأنموذجيتها,
يجب العمل على
تحقيق ثلاث
استراتيجيات
اساسية وهي:
أولاً:
الإقتناع
بدراسة
البيئة
المرئية كمعطى
حضاري إلزامي:
يجب
أن يكون هناك
قناعة مؤكدة
من قبل
المسؤولين والمصممين
والمجتمع على
أن دراسة
وتحسين
وتطوير وصيانة
البيئة
المرئية
والمحافظة
على مقوماتها
وإبراز
مميزاتها أمر
واجب بل
الزامي
لعملية التحضر
العمراني
والقناعة
أيضاً بأنها المرآة
التي تنعكس
عليها أحاسيس
ومشاعر وقيم
وذوق وآداب
المجتمع.
وهذه
القناعة ليست رومانسية
فكثير من
الباحثين
والمختصين
المهتمين بالتنمية
العمرانية
أثبتوا أن
الدراسة
البصرية التي
من شأنها رفع
القيم
الجمالية
للبيئة المرئية
تؤثر
إيجابياً على الارتقاء
بالبيئة
العمرانية
للمدينة[19].
وقد
يقول قائل أن
دراسة البيئة
المرئية ومدى
الرضى بها هو
أمر نسبي بين الناس،
ولكونها تهتم
بالظاهر عن
الباطن، وبالرمز
عن المضمون،
فمن الأولى
تركها وتوفير الوقت
والمال
والجهد فيما
هو أهم. أقول
إن هذا
الإدعاء غير
صحيح، وسطحية
في التفكير،
وتهرب من
المسؤولية
لعدة أسباب
منها,
أولا:ً أن هنالك
إجماع على
مستوى الرضى
بين الناس
فيما هو إيجابي
أو سلبي.
ثانياً: أن
الهدف من
دراسة البيئة
المرئية هو
السعى للرقي
بها لتكون
بيئة نظيفة وجميلة,
فالإسلام
حثنا على
النظافة
والتجمل لأنفسنا
ولغيرنا, في
الظاهر
والباطن, في
الملبس
والمسكن وفي
أمور الحياة
كلها, أليس من
البديهي إذاً
أن نعكس هذه
القيم في بيئتنا,
أليس من
البديهي
أيضاً إيقاف
تيار العشوائية
والتشتت
والتشوه
البصري الذي
استشرى
ومازال
يستشري فيها,
أليس من أمانة
الإسلام الابتعاد
عن النفاق
والبحث عن
الصواب
والصدق
العمراني
قلباً
وقالباً.
ثالثاً: أن
النسيج العمراني
الذكي،
والترابط الاجتماعي
الصادق،
وصناعة
القرار
الحيوي التي
وجدت في حضارة
المسلمين
والعرب
الماضية من
المستحيل أن
تكون بهذه النموذجية
وهذا الصدق
وتغفل عن أمر
حيوي يمس
بيئتهم وحضارتهم.
فهذا حسن فتحي
يرحمه الله
يثبت ويقول "أن
نمو المدينة
العربية التي
لم تبنى دفعة
واحدة كان
يحدث كنمو من
الداخل وكانت
مشكلات
التخطيط
تعالج مباشرة
من الفراغ على
الطبيعة كلما
عرضت أثناء
عملية النمو،
تماماً كما لو
كانت المدينة
قطعة نحت تكمن
صورتها في
ذاكرة
الجماعة
كنموذج أصلي
كامن، ويتم
تكملة هذه
القطعة على
بضعة الأعوام
التي استغرقها
إنشاؤها"[20].
ويوضح
الأستاذ خالد
عزب أمانة
المحتسب ويقول:"وإذا
كان المحتسب
قد نيط به الاهتمام
بالأشكال
الخارجية
للعمارة
الظاهرة
للعيان، فإن
واضعي كتب
الحسبة من
الفقهاء قد
شددوا على
أهمية قيام
المحتسب
بمراعاة جودة
مواد البناء
ومتابعته
لصناعها، وهو
أمر يمس جوهر
البنيان،
ويساعد في
الحفاظ على
أموال
المسلمين
وأرواحهم،
ويدل على مدى
ما وصلت إليه
الحضارة
الإسلامية من
رقي في مجال
المتابعة لكل
ما يتعلق
بشؤون
المسلمين"[21].
وأخيراً, إن
صناعة القرار
في الحضارة
العمرانية
الإسلامية
السابقة
المبنية على
الإلتزام
بالمسؤولية،
وعدم الخروج
عن الأعراف وآدابها،
واللجوء إلى
الحوار
والاستئذان
وغير ذلك من
فن العلاقات
والتعامل
التي أسهب في
تفصيلها
الأستاذ
الفاضل جميل
أكبر في كتابه
عمارة الأرض
في الإسلام.
هذه الأمثلة -
وغيرها
الكثير – لا
تدع مجالاً
للشك – للحصيف
- أن البيئة
المرئية كانت
مصانة وكانت
ترقى
بالعمران إلى
قمة المتعة
الحسية
والبصرية.
ولكن
أين نحن اليوم
من بيئتنا
المرئية, أهي
قيم إسلامية؟
أم هي نظم
غربية؟ أم هي
عشوائية لا
إلى هذا ولا
إلى ذاك؟
ثانياً:
استنباط قيم
مكة المكرمة
المتميزة والعمل
على إبرازها
كعناصر مرئية
وقورة:
أشرنا
في المعطى
السابق أن
دراسة البيئة
المرئية
وصيانتها عمل
حضاري إسلامي
قبل أن يكون تنظيماً
غربياً.
وللوصول إلى
بيئة مرئية
حضارية في
توجهاتها،
ومحترمة في
مضمونها،
وممتعة
ومحببة للناس,
يجب أن نعمل
على استكشاف
القيم
وصياغتها
وتشكيلها
عمرانياً
بنظام راقي مرن.
وأهم
القيم على
الإطلاق هي
قيم المكان,
ومكة شرفها
الله عبارة عن
قيم سامية لا
توجد ولا يمكن
تطبيقها
وتحقيقها إلا
فيها، لذلك فإنه
إلزام علينا
عند البدء
بدراسة بيئة
مكة المكرمة
المرئية
استنباط تلك
القيم من
مختلف
المصادر ومن
أفواه رجالاتها
ونسائها،
واضعين في
الاعتبار أن
مكة المكرمة:
لها
أسماء عديدة
كل معانيها
وقار، وهي
مهبط الوحي
الأمين
بالقرآن
الكريم، وهي
مكان مولد
أفضل
المرسلين
محمد صلى الله
عليه وسلم،
وهي منبع
الدين
الحنيف، وهي
قبلة المسلمين،
فيها الحرم
الشريف، وهي
المخصصة
بدعوة أبونا
إبراهيم عليه
السلام، فيها
ماء زمزم أطهر
ماء وأفضل
دواء لأي داء،
وفيها يتم صهر
الجنس والعرق
واللون في
بوتقة الدين،
وهي بيت
الزائرين
والمعتمرين
وفيها فقط
يطبق ركن
الإسلام
الخامس
(الحج)، وفيها الأخلاق
السامية
والهمم
العالية،
وفيها أهلها
اللطيفين
النظيفين في
ملابسهم
وأفعالهم الجميلة،
يؤثرون
الضعفاء
والمنقطعين،
وفيها الأمن
والأمان،
ولها تاريخ
عريق، وفيها
جبال وأودية،
وبساتين
وصحراء،
وآبار وعيون،
وفيها أحياء
مشهورة،
وفيها مثل
يقول: أهل مكة
أدرى
بشعابها،
وفيها
العرصات، وهي
الوحيدة التي
لها حدود تفصل
بين الحل
والحرم، وهي
التي اشتهرت
بأبوابها
المفتوحة
وعمارتها
المتميزة عبر العصور
فكان بها بيت
الشعر والحجر
والطين، ولأهلها
عناية شديدة
ببيوتهم من
تنسيق وزخرفة،
وفيها العلم
والعلماء،
وفيها
المدارس العريقة،
ويميزها
العطر والكحل
والسواك[22].
ثالثاً:
مشاركة الناس
أساس في الرقي
بالبيئة المرئية
لمكة المكرمة:
جذب
الناس
للمشاركة في
عملية التنمية
العمرانية
الشاملة أحد
المحاور
الاستراتيجية
التي تتفنن
بها الدول
المتذوقة
للتخطيط
والعمارة,
وهذا في
الأساس توجه
إسلامي كما أوضحنا
أنفاً.
فجذب الناس
ودفعهم في خضم
عملية
التنمية
العمرانية
المعقدة لم
يأت من فراغ،
بل تم التوصل
إليه بناءً
على بحوث
علمية، وتجارب
واقعية،
أثبتت
إيجابية هذا الاتجاه
في تكوين بيئة
إنسانية
محببة للناس.
فالمتخصص
والمنظم
أصبحا صديقين
للمجتمع،
حريصين على أن
تكون أفكارهم
وأسلوب
تنسيقهم
العمراني عبارة
عن منظومة
متقنة, شعارها
المسؤولية
والأدب
والتوعية
واحترام
الرأي.
فالقوة
والإجبار لا
تولد إلا
عناداً، وعدم
تقدير
واهتمام،
ولكن
بالمشاركة
والتوعية ستتلاشى
التعديات،
وترتفع قيمة
الذوق العام عند
المتخصصين
والمنظمين
والناس على حد
سواء. ويجب أن
نعلم أيضاً أن
مشاركة الناس
ستظهر إيجابيات
وسلبيات
التنمية
العمرانية
عندما تصاغ انفراديا
من المتخصصين
والمنظمين
بعيداً عن
مشاركة المجتمع.
عوامل
تؤدي إلى
تحسين البيئة
المرئية لمكة
المكرمة:
لا
يمكن احتواء
أدوات وعوامل
تحسين وتنسيق
البيئة في بحث
متواضع كهذا،
فهو علم يشتمل
على المراجع
المتعددة
والأبحاث
المتخصصة والندوات
والمؤتمرات
شبه المستمرة.
لذلك فإن تفعيل
البيئة
المرئية
المبني على
الاستراتيجيات
الثلاثة
سالفة الذكر
يلزم
لاكتمالها وتحقيق
أهدافها
الإلمام
بالأدوات
والعوامل المؤدية
إلى ذلك بعمق
وتفهم وبصيرة
وليس بسطحية
وتقليد، ومن
هذه العوامل:
أولاً:
تكوين الشارع:
الشارع
ليس مكان
لصناعة
القرارات
العشوائية أو الآراء
المشوشة،
الشارع يجب أن
يحترم، كيف لا
وهو المرآة
التي تعكس
أخلاقيات
وآداب
المجتمع الذي
ينتمي إليه
وقد لخص آلاين
جاكوبس في
كتابه Great Streets[23]
نقاط أساسية
تجعل الشارع
كبيراً في
عطائه ومحترماً
في مضامينه،
وهي: أن
الشارع مكان
للمشي ومتعة
الناس،
وعمرانياً
يجب أن يكون
مريحاً، ويجب
أن يكون
معرفاً وواضحاً،
ويجب أن تكون
له قيمة تجذب
الأعين، ويجب
أن يكون
شفافاً، ويجب
أن يكون
متوازناً على
الجانبين،
ويجب أن يصان
ويراعى،
وأخيراً يجب
أن يعكس
الشارع قيمة تصميمه
وتكوينه.
ثم
اوضح المؤلف
أن القيمة
التصميمية الحقيقية
للشارع يمكن
تحقيقها من
خلال النقاط
التالية:
التشجير
الواعي
للشارع،
وتحديد بدايته
ونهايته،
وتنوع
المباني
المنسجم على
جانبيه،
واستخدام بعض
العناصر
الخاصة والمميزة
من أثاث
وغيره،
والتتابع
الفراغي الممتع،
وسهولة ومرونة
الحركة
خلاله،
والكثافة
المنظبطه عليه
والاستخدام
المتنوع وطول
وزاوية
انحدار الشارع
ومناسيبه،
ومدى توفير
خدمات مواقف
السيارات
والمواصلات
العامة،
والتنوع في
الشوارع بما
يراعي
مضامينها من
معطيات
وحضارة موروثة.
ثانياً:
تنسيق
المدينة:
تنسيق
المدينة هو في
رأيي الصياغة
الواعية
والتصميم
المرضي لمفردات
المدينة -من
مباني وطرق
وأثاث وشكل
ولون وتضاريس
وإضاءة
ودعاية وغيره-
لتكون منظومة متناغمة,
الجزء
منسجماً مع
الكل، والكل
معبراً عن
الجزء, وبذلك
تصبح المدينة
سهلة ومفهومة
وجميلة، من
السهل تخيلها
واسترجاعهاً.
ثالثاً:
رسالة صادقة:
المباني
والطرق عليها
إيصال رسالة فحواها
نمط الحياة
والأنشطة
والعادات
والتقاليد
التي تعبر عن
قيم الناس
والمكان.
رابعاً:
انسجام
المبنى مع
الكل:
الوضع في الاعتبار
سماحة الدين
الإسلامي في
التعارف
والتقارب وليس
التنافر
والتضارب،
فنسيج المباني
على الطرق يجب
النظر إليه من
منظور التنوع
المنسجم مع
الكل، وليس من
منظور التنوع
المتنافر مع
الكل، فقد
يكون المبنى
حقق معطيات
مرضية
بانفراديته،
ولكن بالنظر
إليه من خلال الانسجام
العام فإنه
نشاز، لذلك
يجب على المسؤولين
تحديد الهدف
لمباني
المدينة
أانسجام أم نشاز؟
خامساًً:
ماذا يحب
الناس:
أغلب
الناس لا
تتردد أبداً
لو عُبِّروا
لعبروا عن
أماكن لها
معاني وقيم
خاصة بهم، فعلى
مستوى العالم
المتذوق للفن
العمراني تجد
أن الناس
احترمت
أماكنهم
القيمة
فأصبحت معالم
أساسية
بالمدينة،
لذلك نجدها
متميزة ومعبرة،
فأين هذا من
مكة المكرمة
مدينة القيم
السامية التي
لا تضاهي
قيمها أي قيم.
سادساً:
أين موقعنا في
المدينة:
أين
موقعنا في
المدينة وكيف
نصل إلى هدفنا؟
وما هي
أفضل الطرق
التي تؤدي بنا
إلى هناك؟
جميعها
معادلات
إدراك مهمة،
المفترض ألا
تأخذ الكثير
من الناس
للوصول
لنتائجها لو أن
هناك علاقات عمرانية
وبصرية
مدروسة.
سابعاً:
أثاث المكان:
يجب أن
نعلم أن أي
عناصر تستخدم
للراحة والملاءمة
وإيصال
المعلومة و
تنظيم الحركة
والحماية
والمتعة
للمستخدم هي
عناصر تأثيث
المكان
وتعتبر همزة
وصل وليست فصل
بين التنمية
والمحيط،
وتعطي
إنسانية
التوجه للمكان،
وتعزز
إيجابية
التنسيق
العام للبيئة
العمرانية،
والأثاث يجب
أن يعكس خواص
البيئة المبنية
وأن يكون
متناسقاً
فيما بينه،
ومتزن في
عطائه
البصري، ولا
يحجب الرؤية
أو يكون مفتعلاً.
ثامناً:
معايير ضبط
وتنسيق
وانسجام
العناصر المرئية:
وهي
المعايير
التي تحدد وضع
العناصر
المرئية
لتنسيق
المدينة في
الشارع والفراغ
بوضع عام وهي:
1)
موقع
العنصر في
الفراغ Location .
2)
تصميم
العنصر Formation .
3)
علاقة
العنصر
بالعناصر
الأخرى Relationship .
4)
حالة
العنصر بمرور
الزمن Condition .[24]
تاسعاً:
معايير كيفن
لنش الخمس
للبيئة المرئية:
أشار كيفن
لنش أن هناك
خمس معطيات
تجعل للمكان
قيمة بصرية:
1)
الراحة (Comfort): وهو أن
تكون حاسة
البصر
والأحاسيس
الأخرى ضمن
إطار الراحة
النفسية.
2)
التنوع (Diversity): وهو أن
يكون هناك
تنوع مترابط
ومنسجم لعناصر
بيئة المدينة
المرئية.
3)
الطابع (Identity): وهو أن
يكون للمدينة طابعاً
خاصاً بها.
4)
التناسق (Relatedness): وهو تناسق
المفردات
العمرانية
بشكل يجعل المتأمل
متفهماً
لمضمون
المكان
ومرتاحاً له.
5)المعنى (Meaning): وهو أن
تكون بيئة
المدينة
المرئية – في
مجملها – لها
معنى وهدف
ومضمون، يجعل
المجتمع
تفاعلاً معها
بشكل جميل[25].
عاشراً:
حماية المنظر
والحفاظ عليه:
ً
يندرج تحت
هذه الحماية
الأماكن ذات
الإطلالة
المتميزة، أو
مخروط لرؤية
تجاه هدف بصري
هام، أو على
امتداد طريق
يحكي عبق التاريخ
.
التوصيات:
إن قلة
الاهتمام -
التنظيمي
والتنسيقي -
بالبيئة
المرئية،
وقلة وعي
الناس بكيفية
التعامل معها
من جانب،
وبالتقاعس عن
استنباط قيم
المكان
وإبرازها،
وبعدم تفعيل
المجتمع
بالمشاركة في
عملية
التنمية
العمرانية من
جانب أخر، أدى
إلى عشوائية
وفوضى وتشوه
في البيئة المرئية.
ولكون
الأمر بات
مشاهداً
وملموساً من
فئات المجتمع
المختلفة، بل
ومن الصحافة
أيضاً، حيث
قالت صحيفة
المدينة في
أحد
استطلاعات الرأي
أن النشاز
العمراني وجع
في قلب مكة[26]...
وفي استطلاع
أخر أن الخروج
من عنق
الزجاجة باستثمار
العشوائيات[27]...
وكلا
الاستطلاعين
يبين انزعاج
الناس من سلبيات
البيئة
المرئية،
وحرصهم
على تنظيمها
وتنسيقها.
ولكون
الأمر مهم
جداً ولا
يتحمل
اجتهادات
متضاربة
واقتراحات
عشوائية, فان
الباحث يوصي
بتفعيل دراسة البيئة
المرئية على
ثلاث مستويات:
أولاً:
المستوى
القومي وذلك
بإصدار نظام
شامل عن
البيئة
المرئية
الفطرية
والعمرانية
وكيفية
التعامل
معهما
والمحافظة
عليهما.
ثانياً:
تفعيل النظام
بالبحث
العلمي
والدراسة
الميدانية من
خلال مراكز
الأبحاث
العلمية
والجامعات
والوزارات
ذات العلاقة.
ثالثاً:
السعي - الجدي
والمتقن -
لتطبيق النظام
والدراسات
والأبحاث
المتميزة
عملياً، من خلال
الهيئة
العليا
لتطوير مكة
المكرمة
وأمانة
العاصمة المقدسة،
وذلك لا يكون
إلا بتشكيل
جهاز مختص
ومهتم. وفي
هذا الصدد يرى
الباحث أنه لو
تم تطبيق
المادة
الخامسة عشر
والسادسة عشر
من قواعد
تنظيم لوحات
الدعاية
والإعلان
بإتقان، فسوف
تسلم المدن من
فوضاها
وعشوائيتها.
وأخيراً, يرى
الباحث أن
تكوين جمعية
لعلم النفس
البيئي,
مركزها جامعة
أم القرى،
وأهدافها
تنطلق من
معطيات
إسلامية، سوف
تتيح المجال
للمتخصصين
والمهتمين
بالانخراط في
مجالات شيقة
وجديدة لها
مردود إيجابي
على التنمية
العمرانية في
المملكة
إنشاء الله.
المراجع:
(أحمد
السباعي –1984) تاريخ
مكة دراسات في
السياسة
والعلم
والاجتماع
والعمران،
نادي مكة
الثقافي.
(أسامه
القفاش – 1996)
مفاهيم
الجمال رؤية
إسلامية،
المعهد العالمي
للفكر
الإسلامي.
(جميل
عبد القادر
أكبر –1992) عمارة
الأرض في
الإسلام، دار
القبلة للثقافة
الإسلامية،
جدة، مؤسسة
علوم القرآن،
بيروت.
(حسن
فتحي –1970)
المنزل
العربي في
الوسط الحضري
في الماضي
والحاضر
والمستقبل،
لونجمانز
لجامعة اسكس.
(خالد
محمد مصطفى
عزب _1997) تخطيط
وعمارة المدن
الإسلامية،
مطابع قطر
الوطنية.
(عبد
الوهاب
المسيري – 1996)
إشكالية
التحيز
رؤية معرفية
ودعوة للاجتهاد
محور فن
العمارة،
المعهد
العالمي للفكر
الإسلامي.
(عمر
قاضي، حازم
ابراهيم – 1981)
تخطيط المدن
في المملكة
العربية
السعودية،
شركة الطباعة
العربية
السعودية
المحدودة،
الرياض.
(
مركز
الدراسات
التخطيطية
والمعمارية –1986)
الارتقاء
بالبيئة
العمرانية
للمدن، دار
الشروق، القاهرة.
(مجلس
الوزراء
المملكة
العربية السعودية
–1413هـ) قواعد
تنظيم لوحات
الدعاية
والإعلان، مصلحة
مطابع
الحكومة،
الرياض.
(محمد طاهر
الكردي المكي –1385هـ) كتاب
التاريخ
القويم لمكة
وبيت الله
الكريم،
الجزء
الأول،مكتبة
النهضة
الحديثة بمكة
المكرمة.
(الهيئة
العليا
لتطوير مدينة
الرياض –1988) Control Regulations.
(Allan B. Jacobs –1993) Great
Streets, The MIT Press.
(Anne V.T. Whte –Unesco 1977)
Guidelines for field studies in environmental perception, Unesco.
(Bell, Fisher, Baum, Greene –19996) Environmental
Psychology Fourth Edition, Harcourt Brace.
(Fawaz Abid Bakhotmah –1998) Master Degree in Visual
Amenity and Visual Pollution in Residential Areas.
(Henry sanoff – 1991) Visual Research Methods in
Design, Van Nostrand Reinhold.
(Jack L Nasar - 1988) Environmental Aesthetics, Cambridge
University Press.
(R. C. Smaedon, J. P. Karp –1993) The Legal
Landscape, Van Nostrand Reinhold.
(The city of Yokohama – مطوية) Urban Design Yokohama.
(Tridib B,
Michael S – 1990)
City Sense and City Design, Writing & Projects of Kevin Lynch, The
MIT Press.
[1] (Bell, Fisher, Baum, Greene –19996)
Environmental Psychology Fourth Edition, Harcourt Brace.
[2] (Jack L Nasar - 1988) Environmental
Aesthetics, Cambridge University Press.
[6] (Tridib B, Michael S –
1990) City Sense and
City Design, Writing & Projects of Kevin Lynch, The MIT Press.
[7] Donald Apple yard, Livable Streets.
[9] ( Sherwin Greene- 1992) Journal of the American Planning Association
[11] (حسن
فتحي –1970)
المنزل
العربي في
الوسط الحضري
في الماضي والحاضر
والمستقبل،
لونجمانز
لجامعة اسكس.
[12] Kenzo Tange- 1995) Process Architecture.)
[13] منهج قسم
العمارة في
جامعة الملك
عبد العزيز– 1988 .
[15] Yoahinobu Ashihara)
Exterior Design in Architecture.)
[16] (Shigeru Ito-1995) Process Arch
[17] (ReikoHabe – 1989) Town Planning Review
[18] John o. Simonds - 1978
[19] ( مركز
الدراسات
التخطيطية
والمعمارية –1986)
الارتقاء
بالبيئة
العمرانية
للمدن، دار
الشروق، القاهرة.
[20] (حسن فتحي –1970)
المنزل
العربي في
الوسط الحضري
في الماضي والحاضر
والمستقبل،
لونجمانز
لجامعة اسكس.
[21] (خالد محمد
مصطفى عزب _1997)
تخطيط وعمارة المدن
الإسلامية،
مطابع قطر
الوطنية.
[22] (أحمد
السباعي –1984)
تاريخ مكة
دراسات في
السياسة
والعلم والاجتماع
والعمران،
نادي مكة
الثقافي و
(محمد طاهر
الكردي المكي –1385هـ)
كتاب التاريخ
القويم لمكة
وبيت الله الكريم،
الجزء
الأول،مكتبة
النهضة
الحديثة بمكة
المكرمة.
[23] (Allan B. Jacobs –1993) Great Streets, The MIT Press
[24] (Fawaz Abid
Bakhotmah –1998) Master Degree in Visual Amenity and Visual Pollution in
Residential Areas.
[25] (Tridib B, Michael
S – 1990) City
Sense and City Design, Writing & Projects of Kevin Lynch, The MIT Press.
[26] (جريدة
المدينة
العدد 13875 –
الخميس 25 محرم
1422هـ "ص8")
النشاز
العمراني وجع
في قلب مكة.