تاريخ الوقف الإسلامي

 

 

الوقف في العصر الأول (عهد الصحابة ــ رضي الله عنهم)

كانت أوائل الوقفيات في عهد الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ وصحابته ــ رضي الله عنهم: ونذكر منها التالي:

  • وقف النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ مسجد قباء عند قدومه مهاجرًا إلى المدينة.

  • وقف النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ سبع حوائط (بساتين) بالمدينة كانت لرجل يهودي.

  • وقف عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ أرضه التي بخيبر.

  • وقف عثمان رضي الله عنه بئر رومة.

  • وقف أبي طلحة ــ رضي الله عنه ــ بستانه (بيرحاء).

ثم توالت بعد ذلك أوقاف الصحابة ــ رضوان الله عليهم.


الوقف في العصر الأموي

  • كثرت الأوقاف نظرًا لاتساع الفتوحات الإسلامية التي بلغت مشارف الصين شرقًا، وحدود فرنسا غربًا.

  • أُنشئت إدارة خاصة للإشراف على الأوقاف في زمن الخليفة هشام بن عبدالملك.

  • خضعت إدارة الأوقاف لإشراف السلطة القضائية مباشرة، وكانت مستقلة عن السلطة التنفيذية.


الوقف في العصر العباسي

  • ازداد التوسع في إنشاء الأوقاف، وكان يتولى ديوانها من يطلق عليه (صدر الوقف).

  • ظل ديوان الوقف مؤسسة أهلية مستقلة عن الدواوين السلطانية.

  • توسعت مصارف ريع الوقف لتشمل الأوقاف الحضارية المدنية كالمستشفيات والمكتبات ودور الترجمة ومعاهد التعليم وغيرها.

  • شملت مصارف ريع الأوقاف مختلف جوانب الحياة حتى كان منها أوقاف لرعاية البهائم وإصلاح الأواني ونحو ذلك من الأمور الفريدة.


الوقف في عصر المماليك

  • اتسعت الأوقاف في عهد المماليك بشكل ملحوظ .

  • أنشئت ثلاثة دواوين للإدارة والإشراف على الأوقاف وهي :

– ديوان لأحباس المساجد
– ديوان لأحباس الحرمين الشريفين وجهات البر المختلفة
– ديوان للأوقاف الأهلية


الوقف في العصر العثماني

  • اعتنى سلاطين العثمانيين بالأوقاف بدرجة ملحوظة وخاصة عند نساء بني عثمان.

  • توسعت مصارف ريع الوقف لتشمل كليات الطب والخدمات الطبية لمستشفيات قائمة وذلك  مواكبة للتطور والتقدم العلمي في العصور الحديثة.


الوقف في العصر الحاضر

أولت كثير من الدول الإسلامية في العصر الحاضر اهتمامًا بالأوقاف في مجالات شتى.

  • فقد برزت العناية بالوقف في المملكة العربية السعودية بشكل ظاهر حيث أُنشئت وزارة خاصة تعنى بشؤون الأوقاف ، وتنظيم أمورها وهي "وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد".

  • كما أنشأت كثير من الدول الإسلامية وزارات خاصة بالأوقاف أو إدارات خاصة تعنى بشؤونها وأمورها.

  • كما ازدادت المؤسسات الخيرية الوقفية في هذا العصر بشكل كبير.


نماذج ومفاخر من الوقف الإسلامي في مجال التعليم

  1. المدرسة النظامية التي أنشئت سنة 459هـ ببغداد، وعُيِّن لها خُزّان ومشرفون، وأُقيم فيها مكتبة، وقد أوقف عليها نظام المُلك الأموال الكثيرة لتدريس الطلاب، وشراء نفائس الكتب من موارد هذه الأوقاف.

  2. المدرسة المستنصرية ببغداد، أنشئت سنة 623هـ وكملت سنة 631هـ، أنشأها الخليفة المستنصر بالله العباسي، قال ابن كثير: (لم تبن مدرسة في الدنيا مثلها، وقفت على المذاهب الأربعة، وفيها شيخ طب، وعشرة من المسلمين يشتغلون بعلم الطب، ومكتب للأيتام، وأوقف عليها أوقافًا عظيمة، حتى قيل إن ثمن التبن من غلات ريعها يكفي المدرسة وأهلها، ووقف فيها كتبًا نفيسة ليس في الدنيا لها نظير، فكانت هذه المدرسة جمالًا لبغداد وسائر البلاد) انتهى مختصرًا. 

  3. مكتبة المدرسة البشيرية التي أنشأتها زوجة الخليفة المستعصم بالله العباسي، والتي افتتحت سنة ٦٥٤هـ فأوقفت عليها الكتب والأموال وكانت كتبها تعار خارج أسوار المدرسة لقاء رهن للحفاظ على الكتب وضمان إعادتها مثلما جرى عليه العمل في المكتبات الخاصة بالمدارس الأخرى.

  4. المدرسة الظاهرية التي أنشأها الظاهر بيبرس في دمشق سنة 662هـ، وأوقف عليها الأوقاف، وأغدق عليها الأموال، وخصص لها مكتبة ضخمة تحوي سائر العلوم.

  5. المدرسة المنصورية في مصر أنشأها المنصور بن قلاوون سنة ٦٨٣هـ وتخصصت في تدريس الطب بالدرجة الأولى، وأوقف عليها وعلى القبة المنصورية التي هي مرصد فلكي أوقافًا واسعة من الحوانيت والأطيان.

  6. المدرسة الدنيسرية، أنشأها الطبيب عماد الدين محمد بن عباس الربعي الدنيسري سنة 686هـ وأوقفها لتعليم الطب وتخريج الأطباء.

  7. مدرسة السلطان قايتباي بمكة المكرمة التي افتتحت سنة ٨٨٤هـ احتوت على ٧٢ غرفة أو قاعة تدريس، إذ أوقف عليها الكثير من الأوقاف، وممن تولى إدارتها قطب الدين الحنفي صاحب كتاب: الإعلام بأعلام بيت الله الحرام.


آخر تحديث
1/22/2013 2:03:29 PM