والذي أرغب الحديث عنه هو جانب يهم الأخوة المنتمين لهذا القطاع والمستثمرين فيه ... قد يعتبره البعض أمرًا ثانويًا ولكنه في نظري مهم جدًا وهو ما وصلت إليه تقنية هذه الصناعة وما نحتاجه منها وما نحن فيه لأن المستقبل قد يؤرّق الكثيرين عندما يتحدثون عنه خاصة التقنية الحديثة من الطباعة الرقمية وما أثرت به من استقطاع جزء من السوق الذي يشغل بال الكثيرين من المستثمرين في المطابع ذات الأحجام المتوسطة والصغيرة.
ومن هنا فإنني أتحدث إلى كل الحاضرين والأخوة المهتمين بهذه الصناعة سواء من أصحابها المستثمرين بها أو من الأكاديميين أو المسئولين عن إدارات هذه المنشآت فكلكم على أغلب ظني يعاني من النقص الحاد للمتخصصين في هذه الصناعة بداية من الإعداد لها من فنيي التصاميم والمخرجين إلى فنيي الطباعة ومشغلي الآلات وآلات التشطيب وخلافها فهذه المهنة تحتاج إلى حرفيين ذوي تعليم جيد وممارسة وخبرة تؤهلهم لأداء مهامهم كما ينبغي.
وبحكم طبيعة عملي كمسئول عن مطابع السروات ومسئوليتي في لجنة المطابع بجدة كرئيس لهذه اللجنة منذ خمس سنوات تقريبًا فإننا قد وضعنا أنا وزملائي أعضاء اللجنة هذه المسؤولية أمام أعيننا لما يشهده السوق من معاناة وحاجة ماسّة للأيدي العاملة في كل قسم من أقسام المطبعة.
فقد أقمنا علاقة شراكة منذ 3 سنوات مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني لتدريب كل المتدربين لديهم على رأس العمل من أول يوم ينتظمون فيه للدراسة بالمعهد وكان من نتيجة ذلك تخريج ثلاث دفعات حتى الآن ولا يزال التنسيق مستمرًا ولكن نتمنى أن يكون التدريب أفضل وأكثر. كما قمنا بالتعاون مع معهد متخصص أنشئ في مدينة جدة للراغبين عن طريق صندوق تنمية الموارد البشرية وهذا رافد من روافد دعم هذا القطاع بالفنيين المتخصصين وسيبدأ بقبول الراغبين في التعليم الفني للمصممين والمخرجين وما يسمى في مهنتنا ما قبل الطباعة وذلك لعدة أسباب منها:
1. إن الثلاث دورات السابقة من المعهد الفني بجدة تسرب أكثر طلابها أثناء التدريب وبعده.
2. وجدنا من التجربة العملية أن المتدربين لا يرغبون في العمل الذي يحتاج مجهود عضلي بجدية وممارسة متواصلة لتعلم هذه المهنة لما فيها من بعض الصعوبات المهنية.
3. كما يعلم الجميع أن مهنة المصمم والإعداد للمطبوعة تعتبر أقل عناء وأفضل دخلاً للمتدرب وبالتالي فإن من لديه موهبة ويرغب في اكتساب المزيد من صقل هذه الموهبة سيجد الفرصة وبالتالي سيستمر في التعلم ورفع مستواه في الأداء وسد الحاجة التي يعلمها جميع السادة العاملون في شركات الدعاية والإعلان وأيضاً الإخراج والطباعة الرقمية وسيجد المدربين المتخصصين لنقل المعلومة وتدريسها على أفضل مستوى.
إن شركة زيروكس الرائدة في هذا المجال قد تكون شريكاً مناسباً للعمل على إيجاد هذه الفرصة مع جامعة الملك عبدالعزيز لإيجاد هذا النوع من التعليم إذ تبنته وبالتالي يكون الطالب والمتدرب لديه فرصة التعرف على هذه التقنيات عن قرب وربما يكون من بين أبنائنا من يطور هذه الآلة لتكون أفضل أداءً وأقل تكلفة في المستقبل.
|