شارك معهد الاقتصاد الإسلامي
بالجامعة ضمن أنشطته العلمية لهذا العام الدراسي 1437/1438هـ كشريك علمي في ورشة عمل بعنوان " اقتصاديات العمل الخيري " التي نظمها المركز الدولي للأبحاث والدراسات ( مداد ) ، وذلك في 6 شعبان 1438هـ الموافق 2 مايو 2017م بفندق الهوليدي إن بجدة.
وتأتي مشاركة معهد الاقتصاد الإسلامي في هذه الورشة في إطار الشراكة العلمية بين المعهد ومركز مداد والتي أدارها المعهد علمياً بالاستعانة بأصحاب الخبرات العلمية المتقدمة في إدارة مثل هذه اللقاءات الهامة . والجامعة تسعى ضمن رسالتها إلى دعم أنشطة وبرامج الشراكات العلمية المثمرة مع الجهات الخارجية ، وتعمل جاهدة على تطوير مجالات الشراكات الدائمة وتحسين مخرجاتها من لقاءات علمية وورش عمل ودورات تدريبية ومحاضرات تثقيفية، كذلك يهدف المعهد إلى توظيف كافة إمكاناته وقدراته في إطار رؤية الجامعة إلى تفعيل مشاركته مع القطاع العام والخاص ودعم المشاريع التي تخدم المجتمع والاستفادة منها وذلك من خلال رؤية المملكة 2030.
يذكر أن معهد الاقتصاد الإسلامي انطلاقاً من دوره كشريك علمي لهذه الورشة الخيرة قام بدور رئيس وفعال في إعداد الأوراق العلمية الخاصة بهذا اللقاء سواء للباحثين المشاركين من داخل المعهد وكذلك للسادة الأفاضل المشاركين من خارج المعهد . فالمعهد من خبرته العلمية الرصينة وتجاربه السابقة في المحافل العلمية تولى الإشراف الكامل على تحكيم وتدقيق ومراجعة ومتابعة كافة الأوراق العلمية المطروحة للنقاش في هذه الورشة وصياغة التوصيات والخروج بمؤشرات تخدم أهداف عمل هذا الورشة.
وقد بدأت الورشة بأولى جلساتها بورقة عمل قدمها الدكتور أحمد حبيب صلاح ، وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط سابقاً بعنوان " الدور الاقتصادي للعمل الخيري " ، والورقة الثانية قدمها الدكتور سالم الديني ، وكيل وزارة العمل والتنميــة الاجتماعيــة بعنـوان " رؤية وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في رفع مساهمة القطاع في النمو الاقتصادي " ، والورقة الثالثة قدمها الأستاذ الدكتور عبدالرحيم الساعاتي ، الباحث بمعهد الاقتصاد الإسلامي بعنوان " اقتصاديات العمل الخيري في المملكة في ظل رؤية 2030 " . واستهلت الجلسة الثانية أعمالها برابع ورقة عمل قدمها الأستاذ رياض الزامل ، رئيس مجلس إدارة مجموعة راز بعنوان " دراسة حالة عن تجربة مجموعة راز ومؤسسة رواحل في رحلة التمكين والاستثمار : Case Study " ، وورقة العمل الخامسة قدمها الدكتور عبدالرزاق بلعباس ، الباحث بمعهد الاقتصاد الإسلامي بعنوان " مفهوم القطاع الثالث والإشكالات التي تعتريه في ضوء التجربتين الأنجلو ساكسونية والأوربية " ، في حين قدم ورقة العمل السادسة والختامية الدكتور أحمد بلوافي ، الباحث بمعهد الاقتصاد الإسلامي بعنوان " نحو تطوير خارطة أبحاث نوعية للقطاع الخيري في المملكة العربية السعودية " .
وقد أوضح عميد معهد الاقتصاد الإسلامي الدكتور عبدالله بن قربان تركستاني في كلمته الافتتاحية التي ألقاها عند انطلاق أعمال الورشة بأن أحد أسباب عقد هذه الورشة المباركة هو إبراز دور القطاع الخيري في الاقتصاد بل وأهمية دوره وخطورته . فالقطاع الربحي – حتى في غياب الربا – يؤدي تلقائياً إلى تركيز الثروة لدى القلة ، وهنا يأتي دور القطاع الخيري .. للتخفيف من هذا التركز.
وأضاف الدكتور تركستاني بأن الاقتصاد الإسلامي يقوم على مفهوم خاص به وهو التفريق بين البيع والربا ( كما في الآية الكريمة المعروفة ) وبذلك يؤسس للقطاع الربحي .. ولكنه لا يفصل بين القطاع الربحي والقطاع غير الربحي .. بل يربط بينهما بكل قوة .. فيقول سبحانه ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا ....... وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾.
فالصدقات .. ومنها الزكاة وهي ركن من أركان الإسلام .. وأعمال البر المختلفة .. كلها أعمال خيرية .. تقوم بدور أساسي ومهم وهو استئصال الربا من الاقتصاد ، أن العلاقة بين القطاع الخيري والقطاع الربحي وثيقة ، كعلاقة النسب بل والأخوة ، فهما متكاملان في الأدوار والأهداف ، وهما معاً يؤسسان فلسفة الاقتصاد الإسلامي.
وختم سعادته اللقاء بشكره لمركز مداد على هذا التعاون المثمر وتجاوبهم غير المحدود وأشاد بجهودهم كمركز غير ربحي للبحوث والدراسات وسعيهم لإثراء العمل الخيري بالبحوث والمعلومات التي تدعم بناء القرار الخيري على أسس علمية واحترافية في إطار من الشراكة الدائمة ، وتوجه بشكر خاص لمؤسسة آل الجميح الخيرية على رعايتها لهذه الورشة ضمن سلسلة أعمالها المبرورة إن شاء الله تعالى، داعياً من المولى عز وجل أن تخرج هذه الفعالية العلمية بتوصيات علمية تفيد هذا القطاع بهذا البلد الطيب المبارك.