خلال فعاليات الجلسات الحوارية اليوم الثاني لمعرض نايف القيم .. مسؤولين: الأمير نايف حارب التطرف ونشر الفكر المعتدل

 
 
 ناقشت جلسات الندوة المصاحبة لمعرض "نايف القيم" الذي تستضيفه جامعة الملك عبدالعزيز قيَم الأمير الراحل ومبادئه في المجالات السياسية إقليميا ودوليا، وأثرها في مسار السياسة الداخلية للمملكة، إضافة لقيمه في بناء الأمن الداخلي.

وتحدّث في الجلسة الأولى كل من وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد السالم، ورئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية سابقا الدكتور أحمد علي، ومعالي نائب وزير الداخلية الاستاذ عبدالرحمن الربيعان، وأدارها معالي الدكتور مدني عبدالقادر علاقي، فيما خصصت الجلسة الثانية لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية رئيس اللجنة العليا التوجيهية للمعرض، وذلك للحديث عن صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله ودوره كرب للأسرة.

وأكد الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية سابقا أن الالتزام بالقيم الأخلاقية المستمدة من ديننا الحنيف تتجلى في جميع أعماله وسياساته رحمه الله، ومن المسلّم به أن سياسات المملكة منذ عهد المؤسس رحمه الله تتسم بالثبات.
وقال معالي الدكتور أحمد علي: "إن الدارس لمسيرة المرحوم الأمير نايف ومسيرته كوزير للداخلية وكولي للعهد وكعضو في العديد من الجهات العليا الهامة في الدولة يتبين للباحث أولا الالتزام القوي بالمبادئ والقيم التي آمن بها المرحوم طوال حياته، وثانيا آثار ذلك في القرارات المتخذة طوال هذه الفترات في بلورة وتكييف وتطوير سياسات المملكة".

العمالة الوافدة
وحول سياسته في التعامل مع العمالة الوافدة، أشار إلى أن الأمير نايف يرحمه الله له إسهامات كبيرة وفاعلة طوال خدمته كنائب لوزير الداخلية وكوزير للداخلية في وضع سياسة المملكة في التعامل مع العمالة الوافدة، وتحديث هذه السياسة لفترة طويلة من الزمن، فسياسة المملكة مع العمالة تقوم على العدل والإنصاف والمحافظة على حقوقهم والسماح لهم بتحويل كامل مستحقاتهم إلى بلدانهم وذويهم بدون أي قيود، امتثالا للحديث الشريف: (اعط الأجير أجره، قبل أن يجف عرقه)".
وفي المجال الإغاثي، بين أن المملكة وبتوجيهات سموهرحمه الله، نفذت أكثر من 40 برنامج إغاثي، وقد منحت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين سمو الأمير نايف رحمه الله جائزة المانح المتميز كأول شخصية عالمية تحصل على هذه الجائزة، كما ترأس الحملة الوطنية السعودية لإغاثة شعب الصومال، لمد يد العون وإغاثة الشعب الصومالي، ومنح على إثرها جائزة التميز للأعمال الإنسانية لعام 2009، تقديرا للدور الإنساني الذي قام به.

خدمة الحجيج
وأشار إلى أن المملكة منذ عهد المؤسس رحمه الله، تبذل قصارى جهدها لتقديم أفضل الخدمات للحجاج والزائرين، ولكن مع تغير الظروف وازدياد عدد المسلمين في العالم وتغير وسائل المواصلات، ارتفع عدد الحجاج والمعتمرين والزائرين، وبناء عليه تغيرت ظروف الحج والزيارة، وكان لا بد أن تواجه المملكة هذه المتغيرات وأن تضع السياسات والأنظمة التي تلبي احتياجات الحجاج، وتعالج ما يستجد من تطورات.
وأضاف: "وكان رحمه الله لا يكتفي بإصدار التوجيهات والتعاميم لقيادت الحج، بل كان في كل عام يقوم بالاطلاع على تفاصيل الحج، ويقوم بجولات ميدانية لكافة المرافق، في المشاعر المقدسة، ويجتمع بالمسؤولين والعاملين الميدانيين، وكنت أسمعه بأذني وهو يؤكد على جميع المسؤولين والعاملين على تقديم أفضل الخدمات، متحلين بحسن المعشر ودماثة الخلق، لتقديم الصورة المشرّفة عن المملكة، وهكذا رأينا سموه رحمه الله، يدعو طوال حياته إلى مكارم الأخلاق، وإلى الالتزام بأسمى آيات القيم الرفيعة، قولا وعملا".

60 عاما
من جهته، أكد معالي معالي الاستاذ عبدالرحمن بن علي الربيعان أن الأمير نايف رحمه الله أمضى نحو 60عاما في العمل الأمني، حيث تشرفت بالعمل تحت إدارة وتوجيهات سموه قرابة 28 عاما، وعرفت من خلالها ما كان يتمتع به من قيم أخلاقية سامية ومثل عليا، ومبادئ راقية.

وقال معالي الاستاذ الربيعان: "إن الأمير نايف رحمه الله قامة من قامات هذا البلد الأمين، وشخصية فذة وفريدة، وكان لسموه مكانة عظيمة في التاريخ السعودي الحديث، لما بذله من جهود على مختلف الأصعدة للسهر على أمن البلاد، واجتثاث منابت الفتن، وإعلاء مكانة المملكة عربيا وإسلاميا وعالميا، وحرصه الدائم ومحبته الكبيرة لأبناء هذا الوطن".

وأضاف: "لقد اتصف بقيم وصفات ومبادئ قلّ ما تجتمع في شخص واحد، منها العدل والتواضع والحلم والحكمة والحزم والتأني في اتخاذ القرار والقوة في اتخاذه، كما اتصف بكرم الأخلاق وعفة اللسان وهدوء النفس ومواساة المكلوم ونصرة المظلوم وردع الظالم".

الأمن والاستقرار

وبين أنه أثبت رحمه الله جدارته فيما أوكل إليه من مهام، لعل أبزها قضايا التطرف والإرهاب، التي تصدى لها بصرامة.

وأوضح أن من الأمور التي يويليها رحمه الله جل اهتمامه المحافظة على الأمن والاستقرار للمملكة، حيث يرى أن المحافظة على الأمن والاستقرار أمانة، وكان يؤكد: (أن الوطن مسؤولية الجميع، والمواطن هو رجل الأمن الأول).

وقال: "كانت قضية المحافظة على الأمن وقطع دابر المفسدين وحماية الوطن من كيد الكائدين شغله الشاغل طيلة حياته رحمه الله، كما أن حقوق المواطنين وكرامتهم من أهم اهتمامات سموه، فالمواطن له مكانة سامية لديه، يثق به وبصدق الولاء والانتماء الوطني لديه".

وأشار إلى أن الأمير الراحل نبه أن الإرهاب نتاج فكر منحرف، وأن محاربته يتطلب نشر الفكر المعتدل، وكان يردد دائما أن "الفكر لا يُحارب إلا بالفكر"، وهذه عبارة موجزة تحمل دلالات متعددة، ويرى أن المحرضين أشد خطرا من منفذي العمليات الإرهابية، ورغم ما قام به المطلوبين أمنيا من اعتداءات وتجاوزات إلا أن عين العطف والتسامح كان لدى سموه رحمه الله، حينما قال: (الباب سيبقى مفتوحا أمام التائبين).

شهداء الواجب
وأكد اهتمام سموه رحمه الله وسمو الأمير محمد بن نايف حفظه الله بتوجيهات القيادة الحكيمة بفئة غالية علينا جميعا، حيث يتم تكريمهم بالترقيات والأوسمة التي يستحقونها، واستضافة أسرهم لتأدية فريضة الحج  كل عام، ومعايدتهم في عيد الفطر، ومنحهم العديدمن الامتيازات من توظيف وتعليم وابتعاث وعلاج ومساعدات مالية تعينهم على ظروف الحياة، وقال عنهم مفتخرا: (أقسم بالله أنني لم أجد فيهم واحدا أصيب من الخلف، إصاباتهم دائما في الوجه وفي الصدر، إنهم يقدمون ولا يهربون)، مشيرا إلى أن الحديث هنا عن شهداء الواجب رحمهم الله رحمة واسعة.
 
 
 

********
 


آخر تحديث
5/16/2017 1:02:38 AM
 

أضف تعليقك
الاسـم :
 
البريد الالكتروني :
 
رقم الجوال :
عنوان التعليق :
 
التـعـلـيـق :
 
أدخل الأحرف
الموجودة في الصورة :